أم سومر.. قصيدة للشاعر وليد عزيز من سوريا
تدور عجلة الزمان وتمضي الأيام وبعد مرور 31 عاما ونيف نتقابل ﻷول مرة بعدها
♡♥♡♥♡ ♡♥ أم سومر ♡♥♡♥♡♥♡
أيا دار إنعام ديار الأماجد
مرصعة بالطهر ﻻ بعساجد
ديار عليها الخير فاضت بحاره
وأنهاره شقت ألوف الروافد
وسومر في الأبواب قد نقش الندا
ونيرانها للضيف ليست بخامد
وﻻ عيب فيها من بهاء نظافة
مقاديرها سود بنار المواقد
ومن راد بذر الجود ينبت عنده
فليس بلا إنعام كسب الفوائد
فإن كنت يا مغرور تجهل جودها
تأمل إلى عقد الثريا وناشد
سينبيك عنها كل نجم وطارق
خصائلها قصت لسان الحواسد
ولو جاءت الأدغال تفني خصالها
فتلك هي التيماء قيد الأوابد
مشرعة الأبواب واثقة الخطا
وواسعة الكفين صلب العضائد
فإنعام زين والشهامة إخوة
ومنها لبى الطائي يوم التوالد
ولو طارق جاء الديار لحاجة
ينال بأضعاف ورب بزائد
رحيبة صدر والفؤاد خميلة
ومنها صفاء الروح فوق الفراقد
إذا قابلت ضيفا تفوح طيوبها
عبيرا زبادا تحت خطوة وافد
بكل سرور الحب تفرش بيتها
وضحكة ترحاب جداول بارد
يقيم عليها الحب دون تقلقل
مكانة أظفار بنان الأمالد
رأيت من الغزﻻن حورا وربربا
ولكن إنعاما عليهم برائد
ومهما ظباء الكون تاهت بحسنها
فإنعام زين للجميع بناجد
مليكة غزﻻن بحسن ودلها
وغنج وصيد مع ثبات التعاهد
فإنعام تمثال بقمة هرمل
كسته يد النحات قبلة ساجد
عليه سماح النفس بصمة حاتم
ليبقى شعارا للكرام الأجاود
وفي ذات يوم قد تعرقل سيرنا
فطرنا إليها دون أي تواعد
فصاحت حجار الدار أهﻻ ومرحبا
بخيرة زوار بأرض التواجد
وهبت ترش الورد قبل دخولنا
لتجعل منا الدرب ليس بجامد
أكاليل مجد في الرقاب تعلقت
هدتنا من التكريم خير القﻻئد
وقبل دخول الدار صاحت بسومر
فهب اندفاع الليث قصد الطرائد
ويا ليت نصف الكون شابه سومرا
هماما يلبي الموت عند الشدائد
تمسك جنح الريح في غسق الدجى
وشمر للملقى بسمر السواعد
أتانا بخيرات محال نعدها
وغطى فناء الدار كثر الموائد
فأغضضت طرفي بالحياء وعزة
وقد ﻻحظوا مني الحياء بسائدي
وصاروا يزيدون اللحوم أمامنا
وقد ساءهم بالأكل مني تهاودي
وقالوا على قدر المحبة أكلكم
فﻻ تأكلوا بالله أكل الوﻻئد
أجبت فليس الأكل يبدي محبة
ولكن نبع الحب ضمن الأفائد
جميل من الإنسان يكرم ضيفه
وأجمل منه لو يكون بعائد
فكل فؤاد قد يعيش لفترة
ولكن بإنعام يعيش كيارد
وعند طلوع الفجر جاءت بدلة
وعجت رياح الهال أقصى الفدافد
ومن بعدها الإفطار يهطل شهده
ومن خبز تنور كزوفا الجداجد
ولما نوينا أن نشد رحالنا
فضحكتها غابت بدمع التباعد
وجادت على رمل الفيافي ثرة
وﻻنت بها كل الصخور الصﻻئد
تقول إذا أحببتموني تراجعوا
أقيموا ولو شهرا لتمحى تجاعدي
وتنشد باسم الرب ﻻ تتباعدوا
وجودكمو عندي يخفف هاجدي
ومن دمعها الأطياب بلت ثيابنا
ودمعتها للهجر تشكو لواحد
وكلمتها بالأمس راحت تلومني
بأني نسيت الأخت نسية جاحد
حلفت لها بالرب لست بناكر
وﻻ شيمة الأندال مني عقائدي
فإني على عهدي أصون شقيقة
لفضلك ياإنعام كل تواقدي
فإنك نعم الأخت حيت تواجدت
ولو أنني أنكرت ربي بشاهدي
طلبت لإنعام تعيش برغدة
تعمر أعمار الخلود السرامد
يموت ومن في اﻷرض لو بلغ السها
ولكن فضل المرء يبقى بخالد
←←←←←←←مع تحياتي
تعليقات
إرسال تعليق