رحيق القلم.. قصيدة للشاعر. د. عماد أسعد من سورية

---رحيق القلم ----
عزفتُ النَّايَ حتّى  كلَّ ثغري 
وألحاني  تغرِّدُ   في الخلاصِ

وذاك  العندليبُ يرومُ  لحنِي
يجاوبُني ويرحلُ في الأقاصي

وفي صبحي أشمِّرُ عن يراعي
لأكتبَ بعضَ  فيضٍ  بالنّواصِ

أنا   الشَّحرورُ   مغرورٌ بشدوٍ 
يدغدغُ خافقاً في كل قاصِي

عزمتُ الأمسيات إلى رواقي
تزفُّ اللَّحن في  زبَرِ المعاصي

تسامى الحُسنُ من بينِ القوافي
 وسدَّد في الرِّقابِ من القصاصِ

فأقمرتِ   الليالي  في فنائي
 وتهتفُ كالأزيزِ من الرّصاصِ

من  الأوتار   تولمُني بصوتي
وتغمرني الحناجرُ  لا تعاصي

فطرَّزتُ   السُّطورَ  ولا  أبالي
ولحني ملعبي  فيه اقتناصي

بيادرُ ترتوي  من  نبع شعري
  تناديها الهضاب من التَّواصي

ويصدحُ عندليبٌ  كان يشدو 
من الأهات  في نهرِ الخواصِ

يطهِّرُ كلَّ   نفسٍ   من قذاها
 ويعبرُ سائحاً يرجو خلاصي

سأحلفُ أنَّ في الحرف  اشتعالي 
يرتِّلني وفي الشّفقِ اختصاصي

يدومُ الرّاحُ   والبيضاءُ همِّي
وتزدحمُ  الحروفُ بلا مناصِ

وذا نبعٌ   يسيلُ  على يراعي
يدندِنُ بالبحورِ  و لا يقاصِي

سأحصدُ من  صدى النَّاياتِ شوقاً  
يجولُ البِيدَ مَربعَ كلّ عاصي

أيا صحبي ملأتُ اليَمَّ  نضحاً
به  الأشعارُ   تجنَحُ للخواصِ

----

 د عماد أسعد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن