بدر الصباح... قصيدة للشاعر وليد عزيز. من سورية
←☆←☆←☆← بدر الصباح →☆→☆→☆
فرت تلوذ كتائب شهباء / مذ أبصرت خديك يا خنساء
لو أبصرت سحر المقى وفنونها / يبست بأرجل خيلها اﻷنساء
قبل استﻻل الهند أو قذف القنا / ترمي الفوارس عينك الوطفاء
في كل رمش ألف فحل مصرع / والموت في تلك العيون رخاء
شطرت فؤادي ظبية ممشوقة / عطبولة رعبوبة فرعاء
يقق النقاء على الملابس ظاهر / وثيابها معسوسة سوداء
جادت على حسن الغزال بوصفها / فيها لكل كريهة إرضاء
نقل القطا فوق النمارق سيرها / وعلى الصخور نعالها جلفاء
القطا : المشي البطيء بتوازن
منها القوام كخيزران صاعد / والورد فوق خدودها أشلاء
والبدر لو شهد الجبين له ارتمى / والشعر جيش تشهدالغبراء
شﻻل نهر ظله لو يرتخي / في ورفه تتخيم العنقاء
أما المنية من شواجر عينها / فتاكة لكنها بلهاء
والشمس تكسف لو رأت وجناتها / والبدر يخسف لو بدت شنباء
منها الكفوف كما الذبوب من الندا / منها الخدود كفلة ملساء
تفاح لبنان ارتمى من نفحها / كرها وما للمستغيث نجاء
منها العيون كنانة مملوءة / وسهامها مزعوفة وبلاء
بالرغم من ضر السموم برمشها / لكنها للعاشقين دواء
سقط الوباء كما الدواء برفقه / هذي العيون الموت والإحياء
مدت إلي من العطور زجاجة / فمددت كفي والفؤاد فناء
لم أستطع أرنو لها من هيبة / غمضت جفوني فالكريم حياء
كم كنت ملتهفا لرؤية وجهها / ومن الحياء طمى العيون عماء
فالمجرمون إلى القضاة طريقهم / أما عيونك مجرم وقضاء
لو أنها وقفت أمام محاكم / وبأي جرم حكمها الإبراء
ما من سلاح للعيون يصدها / لو ليزرا يستخدم الأعداء
ﻻ تعجبي حيث ارتعشت أمامها / كل المفاصل نابها الإرخاء
لما وقفت أمام حسنك رانيا / أيقنت أني هالك وهباء
فالسيف يسقط من كفوف جحاجح / لو سانحت أو بارحت عصماء
جرحت فؤادي من رموشك نبلة / وبجرحها قد أعيت الحكماء
تبكي النجوم على جمال غزالة / والحوت والميزان والجوزاء
والقوس والحمل المقيم ببرجه / والثور والسرطان والعذراء
والجدي والدلو الذنوب وعقرب / عقد الثرية ناء والتيماء
ريم خذول قد بكت لفؤادها / وبكاءها ما فسر العلماء
ألهدب قوس والهلال حواجب / والرمش نبل في النوى مضاء
لو كان رمشك يوم دارة تغلب / ملئت ضحايا هذه الأجواء
ورمى مهلهلهم وفر جموعهم / تركوا الغنيمة بالهزيمة باؤوا
إن المحال ثلاثة فيما مضى / واليوم أربعة أيا شماء
ألغول والعنقاء والخل الوفي / وعلت عليها عينك الدعجاء
عجز القريض عن المديح بوصفها / لو لمت الفقهاء والحكماء
يا يوم سعدي عندما قابلتها / طل الصباح وغابت الدهماء
لو كان من سلمية بدر بدى / لعلمته أن الصباح مساء
كل الكواكب تختفي عند الضحى / إلا جبينك في الضحى مضياء
يا فرقدا أخبر فؤادي بالهدى / هﻻ مشت من قربك الغيداء ؟
فالناس تحسدها بمظهر ثوبها / هﻻ رأيتم كم بدت أخطاء ؟
أما أنا فلقد حسدت قفاءه / إذ مس من لحم البضوض قفاء
فالصدر منها كالرخام ملوسة / والخصر منها حية رقطاء
والبطن منها للحرير مصانع / عجبا بها ! فوق الحرير غطاء
صنف الحرير إذا تستر عيبة / إن الثمين على البخيس رداء
يا ﻻبسا فوق اللجيب عباءة / هﻻ لديك بسرها إخفاء ؟
فدع اللجين على العباءة لحظة / تقو العيون لو انها رمداء
ألروح أنت الروح من سلمية / فالموت أو وصل الغزال سواء
يا من يطبب كل ميت قربها / ها نحن من عبق الهوى مرضاء
حني علينا كاللبون لسقبها / وكما تحن على الرضاع نساء
يا رب قرب بالبعيد تكرما / إنا لمن حر الجوى ضعفاء
يا أيها السجان قد أثقلتني / فمتى برأيك تعتق السجناء
قد أصبح الصبح اعطني حريتي / واحلل قيود فالقيود عناء
ولقد طلبت الوصل ليس محرما / لو كنت أيما كلك النضراء
######################
تعليقات
إرسال تعليق