الشرق.. قصيدة للشاعر وعد أبو شاهين. من سورية
.... // الشـــــرق // ....
يَامَن وَضَعتَ الشَّرقَ أوضَعَ مَنزِلَهْ
هَيَّا هَلُمَّ لِكَي نَحُــلَّ المُعـــــــضِلَهْ
لَو سِـــــــرتَ فِـي تَارِيخِنَا بِتَمَهُّلٍ
لَعَلِمتَ أنَّ الشَّـــــرقَ مِثلُ قَرَنفُلَهْ
إنَّ الحَــــــرَائِقَ نَارُهَا لَا تُخمَــــدُ
وَبِكُلِّ أرضٍ قَـــد تَرَاهَـا مُشـــعَلَهْ
مَا غَرَّنِي لَحـــظُ العُيُــونِ الفَاتِنَهْ
فَسِـــهَامُ لَحظِكِ يَا فَتَاتِي مُهمَـلَهْ
وَبِكُلِّ فَخـــرٍ لَن أذُوبَ بِنَظـــــرَةٍ
مَهمَا تَتَالَت أو تَـــوَالَت أســـــئِلَهْ
لَا لَن أقُـــولَ قَصِــــــيدَةً بِصَبَابَةٍ
هَيَّا ارحَلِي وَانهِي لِتِلكَ المَهـــزَلَهْ
فَالشَّــــرقُ فِيهِ مِنَ الأصَالَةِ جُلِّهَا
عِلمٌ وَذَوقٌ والفَضَـــــائِلُ كَامِلَــهْ
لَكِنَّمَا فِي غَربِهِم وَكَمَـــا تَـــــــرَى
يَتَسَابَقُونَ عَلَى الأُمُورِ المُخجِلَـهْ
فَقَدُوا المَكَارِمَ كُلَّهَـــــا بِحَيَاتِهِــم
أفعَالُهُم مَوصُــــوفَةٌ بِالمُخــذِلَــهْ
مَعَ إنَّهُم رَكِبُوا قِطَــارَ حَضَــــارَةٍ
وَتَفَنَّنُوا بِصِنَاعَةٍ هِـيَ مُذهِــــلَــهْ
لَكِن وَمَــا نَفعُ العُلُــــومِ إذَا أتَتْ
تَطـــــــوِي لِعَادَاتٍ لَنَا مُتَأصِّـلَــهْ
فَانظُـــــر إلَـــــى عَادَاتِنَا بِتَأَمُّـلٍ
ذَاكَ الوَفَاءُ بِخُلقِنَا مَـا أجمَــــــلَهْ
أَحزاَنُنَا مَوجُـودَةٌ مِن صُنـــــعِهِم
عُدوَانُهُم قَد كَانَ أصلَ المُشــكِلَهْ
قَد خَيَّمُوا فِـي أرضِــــنَا وَعُقُولِنَا
يَومَ الجَلَاءِ وَدَحرِهِم مَا أطــوَلَهْ
هُم أصلُ أســبَابِ التَّخَلُّفِ عِندَنَا
إيَّاكُمُ نِســـــــيَانَ تِلكَ المَرحَلَـــهْ
كُلُّ الجَـــرَائِمِ فِعلُهَا بِرِقَـــــــابِهِم
يَالَيتَهَا قَـد قُطِّعَت بِالمِقصَـــــــلَهْ
قَد حَرَّمُوا قَتلَ الكِلَابِ بِأَرضِـهِم
وَبِأَرضِـــــــنَا كُلُّ الدِّمَاءِ مُحَلَّلَـــهْ
مَن أقنَعَ العَقـــــــلَ المَرِيضَ بِأنَّنَا
رَمزُ التَّخَلُّفِ وَالعُقُــــــولِ المُقفَلَهْ
أَ حَضَارَةٌ قَتلُ الشُّــــعُوبِ جَمَاعَةً
قَد فَجَّرُوا فِي الشَّرقِ أعظَمَ قُنبُلَهْ
خَجِلٌ أنَا مِن ذِكـــــرِ كُلِّ عُيُوبِكُُم
تَارِيخُكُم قَــــــذِرٌ كَأنَّــــــهُ مَذبَلَـهْ
هَــــذَا هُــــــوَ التَّارِيخُ إفتَح بَابَـهُ
هُوَ مُشــــــرَعٌ وَمُهَيَّأٌ كَـي تَدخُلَـهْ
إنَّا وَإن كُنَّــــــا الغُـــــــزَاةُ لِفَتـرَةٍ
غَيرَ المُحَارِبِ جَيشُــــنَا لَم يَقتُلَهْ
لَم يَعرِفِ التَّارِيخُ أرحَـــــــمَ مِنِّنَا
بِفُتُوحِنَا لَـــــــم نَقتَلِع لِمُظَلِّلَــــــهْ
لِصُـــــرَاخِ أُنثَى قَـد نَهُبُّ جَمِيعُنَا
وَنَشُـــنُّ حَربَا قَـد تَكُونُ مُجَلجِلَهْ
أمَّا هُمُ فَصُــرَاخ أُنثَاهُم سُـــــدَى
مَا حَرَّكُوا لِصُـــــــرَاخِهَا لَـو أُنمُلَهْ
فَالشَّـــــرقُ تُطرِبُهُ قَصِيدَةُ شَاعِرٍ
أنغَامُهَا فَاقَت صَفِــيرَ البُلبُلَـــــــهْ
أمَّا إذَا مِن دُونِ وَزنٍ نُظِّـــــــمَتْ
هِيَ عِندَهُ قَد لَا تُسَــــاوِي خَردَلَهْ
وَقَصِــــيدَتِي هَذِي الَّتِي نَظَّمتُهَا
مَوزُونَةٌ مَرصُـــــــوفَةٌ بِالأمثِلَــهْ
هِيَ تَحتَوِي لِلحَــــقِّ فِي أبيَاتِهَا
كَحَمَامَةٍ بَيضَاءَ تَحمِلُ سُـــــنبُلَهْ
أطلَقتُ فِيهَا كُلَّ فِكـرٍ مُغلَـــــــقٍ
لَكِنَّمَا بَعضُ العُقُـــــــولِ مُكَبَّلَـــهْ
...........
بقلمي وعد أبوشاهين
تعليقات
إرسال تعليق