يامجلس الأمن.. قصيدة للشاعر عادل ناصيف من سورية
بمناسبة أجتماع مجلس الأمن إعيد نشر قصيدتي
(يا مجلس الأمن )
يا مجلسَ الأمنِ كُنْ للعدلِ ميزانا
ما ظالمٌ نالَ عند اللهِ غفرانا
انظُرْ بعينيكَ لا تنظرْ بواحدةٍ
صحِّحْ مسارَكَ إنَّ الحقَّ قد بانا
نَحْنُ اصطفيناكَ فاخترناك مُحتكماً
صافي السريرةِ عند الحكمِ إنسانا
تُلقي عصاكَ فيخضرُّ الثرى عبَقاً
وينثني الكونُ ريّاناً ونشوانا
تجمَّعَ الشرُّ يرمينا بمديتِهِ
وأنتَ للخيرِ بايعناكَ سلطانا
أمَا سمعتَ صراخَ الأمِّ في حلبٍ
وطفلُها الغضُّ يلقى الموتَ عطشانا ؟
وصيحةَ الأبِ مذبوحاً تُقطِّعه
أظافرُ الكفرِ أشكالاً وألوانا
أخطأتَ دربَكَ أمْ خنتَ العهودَ وما
أتيتَ إلّا لأهلِ الظلمِ معوانا ؟
ما أجرمتْ سوريا يوماً وما افتعلتْ
حرباً وما شرَّدتْ صَحباً وجيرانا
كانتْ منارةَ أهلِ الأرضِ ما عطشتْ
إلّا لتسقيَ مَنْ في الأرضِ ظمآنا
كانتْ شراعَ الذي مالت سفينتُه
وثوبَ مَنْ تركتهُ الريحُ عريانا
طالتْ يداها سماءَ اللهِ واقتطفتْ
مِنْها الشرائعَ إنجيلاً وقرآنا
لَمْ تألُ جهداً ولم تبخلْ بموهبةٍ
كيْ تُزْهرَ الأرضُ بنياناً وعمرانا
تقضي العدالةُ أنْ تبني لها هرَماً
في كلِّ مملكةٍ شكراً وعرْفانا
وأن تكونَ لأهلِ الحقِّ منطلَقاً
لا أنْ تُدمّرها أرضاً وسكّانا
عودوا إلى رشدكم فالشمسُ ساطعةٌ
وناصروا الحقَّ إسراراً وإعلانا
إذا المذابحُ لَمْ تهزُزْكَ في وطني
ولمْ تُحرِّكْ لكم حسّاً ووجدانا
ولم تكنْ حاكماً بالعدل مؤتزراً
حرّاً أميناً نقيَّ الثوبِ ريّانا
فاحفُرْ لنفسِكَ قبراً تستريحُ بهِ
ما عدتَ للحقِّ لو صُنِّفْتَ ميزانا
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
٨/ ٥ / ٢٠١٦/ عادل ناصيف / أريزونا /
تعليقات
إرسال تعليق