وهج السقوط.. للشاعر مصطفى الحاج حسين. من سورية

 *** وهجُ السُّقوطِ ..


              شعر : مصطفى الحاج حسين .


التفُّ حولَ هروبي 

أحاصرُ لهاثي 

وأدقُّ بابَ اشتعالي 

لأعلنَ أمامَ الرّمادِ 

عَنِ انبثاقِ المدى

من عروقي

فأنا يباسُ الضّوءِ

على عتمةِ النّدى

أنا صهيلُ السّرابِ

في أوردةِ الانتظارِ

وأنا أجنحةُ الجنونِ

في فضاءِ الكلامِ

وجدتُ قلبي على قارعةِ الذَّبحِ

ينبضُ بالغمامِ

وكانَ الجرحُ يقطرُ ابتسامتي

وينزفُ أشرعتي 

ويموجُ بالرُّكامِ 

أنا حافةُ الانهيارِ 

رسمتُ على الدّمعِ نافذتي 

وعلى شحوبِ رؤايا 

جمرَ العاصفةِ

وبنيتُ فوقَ لوعتي 

قصوراً من الانهزامِ 

أرتدي رملَ الحلمِ

أتضوَّرُ سكينةَ الشَّفقِ 

وألقي على الماءِ عطشي 

لتقفزَ إليَّ خُطاي 

وتمشي بي غصّتي 

صوبَ ريحٍ قاتمِ الطّعمِ

شهيِّ الانحدارِ 

على ظهرهِ أسرابُ المرارةِ

وتبكي من خلفي الدّروبُ

وهي تقودني نحوَ ظلّي 

يا أبوابَ الصّدى انفتحي 

فقد تصاعدَ منّي العشقُ

وتلبّستني الدّهشةُ

في حضرةِ الخيبةِ الخرساءِ

أشمُّ من وجعي وهجَ السّقوطِ

في سخريةِ الموتِ 

وأنا أدفعُ عنّي صَخْرَ التّشرُّدِ

وموجَ القيظِ

فهل أنا حطبةٌ في الجحيمِ ؟!

أمْ قصيدةٌ على غصنِ الغيابِ ؟!

إنّي ألهو مع مأساتي 

أتمهّلُ عن تركِ جثّتي 

لأودّعَ خراباً 

كنتُ طوالَ عمري أشيّدهُ

وأسقيهِ ساعاتِ إشراقي 

في وطنٍ أكلَ سطوعي 

وظلَّ يشربَ نضارتي

حتّى ثملتْ بصيرتُهُ 

وصارَ يبطشُ بالوداعةِ

وبتغريدِ الحمامِ *


                         مصطفى الحاج حسين .

                                  إسطنبول

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن