سلمية.. قصيدة للشاعر السوري وعد أبو شاهين
...// ســــــلمية // ...
إن رُمتَ وَصفَاً فَإنَّ الوَصــفَ يَنهَارُ
بَعضُ البِـــــلَادِ مَدَارِيـعٌ وَأســـــوَارُ
إن كُنتَ تَســــعَى لِنَيلِ العِزِّ فِي لَمَمٍ
فَالعُـــــذرُ بَادٍ لِأنَّ الجَهـــــلَ مِضمَارُ
هَــذِي سَـــــــلَميَةُ كُلُّ النَّاسِ تَعرِفُهَا
قُل لِي بِرَبِّكَ هَــل يُحتَاجُ شُـــــــعَّارُ
إنَّ القَصَـــــــائِدَ مَلهَـــــــاةٌ بِألسِــــنَةٍ
كُلُّ الحُــرُوفِ مَوَازِيـــنٌ وَأشـــــــعَارُ
أطفَالُنَا لَعِبَـــاً تَشـــــــدُوا بِقَافِيَـــــــةٍ
قَـــد أعجَزَت شَـــاعِرَاً بِاللَفظِ يَحتَـارُ
هَـذِي سَـــــــلَميَةُ مِنهَا الكُلُّ قَد نَهَلُوا
شُـــــــعَّارُهَا رَايَــةٌ فِي رَأسِــــــهَا نَارُ
كُـــــلٌّ تَغَنَّى بِأوصَـــــافٍ تُـــزَيِّنُـــــهَا
قَد جَــادَ فِي وَصـــــفِهَا لَحنٌ وَأفكَارُ
فِيهَا سُـــــهُولٌ وَأشـــــجَارٌ وَرَابِيَـــةٌ
فِيـــــهَا تِـــــلَالٌ وَبَيـــــدَاءٌ وَآثَـــــارُ
فِيهَـا مَقَـــــامٌ لِمَـــــولَانَا وَقِـــــدوَتِنَا
حَمَّامُهَا رَمزُهَــا فِـي السُّــــوقِ تِذكَارُ
يَا قَلعَةَ الشَّـمسِ يَا ذِكرَى نُقَدِّسُـــــهَا
وَأنتَ يَا خِضرُ فِيكَ الطِّيبُ والغَـــارُ
تَلُّ الغَـــــزَالَةِ مَـا أبهَى نَسَـــــائِـــمَـهُ
يَكسُـــــوهُ وَردٌ وَأطيَــابٌ وَأزهَـــــارُ
يَا عَينَ زَرقَـاءَ فِيكَ الصَّــيفُ مُبتَهِجٌ
يَحلُو لِقَاءٌ وَيَحـــلُو فِيـكَ مِشـــــوَارُ
فِيـكِ الأصَـــــالَــــةُ يَالَحنَـــــاً أُرَدِّدَهُ
فَالأهـلُ أهلِي وَكُلُّ الأهـــــلِ أخيَــارُ
إنَّــا بِبَلدَتِنَـــــا بِالجُــــــودِ نَشـــــتَهِرُ
كُـلٌّ كَـــــرِيمٌ وَبِالإنعَـــــامِ مِـــــدرَارُ
لَســـــنَا بِحَـــاجَةِ شُـــــعّارٍ لِتَمدَحَنَـا
فَالجُــــودُ طَبعٌ ، وَمَن لِلطَبـعِ يَختَارُ
إن كُنتَ تَحسَــبُ أنَّ المَدحَ يُشـهِرُهَا
كَـلَّا .. فَمَـادِحُهَـــــا يَلقَــاهُ إشـــــهَارُ
إن صِـــــــغتَ قَافِيَةً عَطِّر مَقَاصِدَهَا
عِطـــــرُ الــــوِدَادِ مَزَامِيرٌ وَأوتَـــــارُ
إنَّا لَنُـــــلقِ تَحِيَّــاتٍ لِمَن نَجَحُـــــوا
بِوِدِّنَا خَالِصَـــــاً .. وَالـــــوِدُّ إقـــرَارُ
مَن كَانَ ذَا خُلُــــقٍ فَالكُلُّ يَعرِفُـــــهُ
أخلَاقُ ذِي الجُــودِ مِقيَاسٌ وَمِعيَارُ
هَذِي سَـــــلَميَةُ مَا أحلَى شَـــمَائِلَهَا
فَالنَّاسُ فِيهَا مَصَـــــابِيحٌ وَأنــــوَارُ
كُلٌّ يَخُوضُ بِسَـــــاحِ العِلمِ وَالأدبِ
كُلٌّ نَسِـــــيمٌ وَعِندَ الجَدِّ إعصَـــــارُ
إنَّا نُسَـــــالِمُ مَن يَأتِـــــي لِبَلدَتِنَــــا
أمَّا المُسِـــــيءُ فَقَــــد يَلقَاهُ مِغوَارُ
فِي صَـــــوتِنَانَغَمٌ يُلقَى لِمُؤنِسِـــــنَا
وَلِلمُعَـــــادِي فَإنَّ الصَّـــــوتَ هَدَّارُ
يَامَن لَهَا النَّفسُ تَســــمُو لِلعُلَا أبَدَاً
فِي العَالَمِينَ لَهَـا ذِكـــــرٌ وَإكبَـــــارُ
مَهمَا جَهِدتُ فَإنَّ الوَصـفَ يَخذِلُنِي
أنتِ المُصَلَّى وَفِي التَّسـبِيحِ أذكَارُ
.........
بقلمي وعـــــــد أبوشــــــاهين
تعليقات
إرسال تعليق