سر الخلود. قصيدة للشاعر السوري أكرم عبد الكريم ونوس
سرُّ الخُلود
ــ____ـــــــــــ بحر الرمل
يـا حبيـبي لَيـسَ للعِشـقِ حُدودْ
أَو سِـيـاجٌ، أَو رِتـاجٌ، أَو قُـيــودْ
هُو صَرحٌ شامِخٌ رَحبُ الفِناءْ
شَعَّ فـي مِحـرابِـهِ سِـحرُ الوجودْ
هو دِفءٌ كامِنٌ بينَ الضُّلوع
وَظِــــلالٌ وارِفـــــاتٌ ، وَوُرودْ
نَغَـمٌ عَــذبٌ وَنايٌ صــادحٌ
كُــلَّـمــا جُـنَّ بهِ الليـلُ يــجـــودْ
وَهو مَوجُ هادِرٌ عَبر المدى
وَريــــاحٌ عاصِفــاتٌ وَرعـــودْ
وَجَناحٌ سابحٌ فَوقَ الرُّبى
لَمْ يُغـادِر دَوحـهُ حتَّى يَعــود
هُوَ شَجوٌ وَحنينٌ وَسُهادْ
وَهُـيـــامٌ ، وانتـظــارٌ ، وَشُـرودْ
غَنِّ للحبِّ حَبيبي فالغِناء
يُنعِشُ الرُّوحَ بأَلحانِ الخُلــودْ
وَهوَ للنَفسِ رَبيعٌ دائِمُ
وَنضارُ الصَّيفِ في وَردِ الخُدودْ
يا حبيبي لا تَلُمْ عُمراً مَضى
إِنَّهـا الأَقـدارُ تَقـضي ما تُريـدْ
أَينَ أَحـلامُ صِبـانا هَلْ غَدتْ
ذكرَيـاتٍ مِـنْ شُجـونٍ وَصُدودْ
لَيـتَني أَدري وَقد عاهَـدتَني
كَيفَ تَنسى كُلَّ هاتيكَ العهـودْ
أَم تَرى الحُبَّ تَجَنٍّ سافِرٍ
دُثِـرتْ أَحـلامُـهُ تَحــتَ الجـلـيــدْ
أَو كَنَجمٍ خَلفَ وَشْيٍ مِن غُيومٍ
وَوميـضٍ بيـنَ عَصفٍ وَخُمودْ
كُنتَ أَمسي وَنهاري وَغَدي
كُلُّ يــومٍ أَنتَ قُربـي هـوَ عيـــدْ
كُنتَ عِطراً في عُروقي دافِقاً
وَلِقَلـبٍ عاشِقٍ كُنتَ الــوريـــدْ
لِمَ تَلقاني بِقلبٍ مُوصَدٍ
وَضِرامُ الوَجدِ قي صَدري يَقيدْ
كَغريبٍ للنَّوى أَسلَمْتَني
بَيـــنَ أَشـواكٍ وَكُثبـانٍ وَبـيـــدْ
أَفَـلا تَـذكُـرُ أَيَّـامــاً خَـلَـتْ
وَلَيـــــالٍ أَتــمــنّـى أَنْ تَـعـــــودْ
حينَ نَعدو بَيـنَ أَتـرابٍ لَنا
وَنُمنِّي النَّفسَ بالحُلُمِ الوَليدْ
كَم تَدافَعنا نُداري حُبَّنا
وَطَـويـنا مِـنْ فَيــافٍ وَنُجـــودْ
وَجَلَسنا فَوقَ أَكتافِ الرُّبى
وَعُيـونُ البَدرِ كَالظَّبيِ الشَّريـدْ
تَرقُبُ الأَفنانَ تَحكي هَمسَنا
وَنُجـومُ الليـلِ عَن بُعدٍ شُهودْ
عَندَليبُ الدَّوحِ يُصغي شاجِياً
لِصَدى النَّاياتِ في السّفحِ البَعيدْ
وَالفَراشاتُ سُـكـارى حَولنا
تَرشُفُ الخَمـرةَ مِن ثَغـرِ الوُرودْ
تَحكي للروضِ حَكايا لَم تَزلْ
بِـصَـدى قيـثارَةِ الحُـبِّ نَشـيــدْ
شِعر
أَكرم عبدالكريم ونُّوس
سوريا
تعليقات
إرسال تعليق