علامات الإستفهام. قصيدة للشاعر العراقي عبد الرحيم أبو راغب
علامــــــــات الإســـتفهام ...
يثيــرُ السُـــؤلُ فلســفةَ الجواب
ولا يَحظــى بغيــــر الإكتئـــاب
يحومُ كلمــحِ طيــفٍ فـي ظـلام
ويخبــو بالتلاشـي فــي ســـراب
يقـــضُّ مجـــددًا أسـتارَ صـــمتٍ
ويَســـرِي فــي قُنـوطٍ وارتيـــاب
تُعَشِّـــشُ فيـــهِ أســـئلة..وأخـرى
تحـــومُ كمثــل أســراب الغُــراب
وتنبــشُ فــي بقايـا من شُكوكٍ
تهيــلُ علــى الحقيقــةِ بالتـــراب
هنـا "قابيـلُ" يشقى مـن رُفـاتٍ
بمــوتٍ قــد تَعــرَّى مــن حِجـاب
ضــميركَ هاتِــفٌ وهـــوَاك لغْـزٌ
وأُفْقــكَ غـــارقٌ بِمــدى ضــباب
ألا تجلو ليرتــــــاح التعَنِّــــــي
مـن الأفكــــار تُجْلِـــدُ كالعِقــــاب
ألا تخـــرسْ! ليصفــو مـن شرودٍ
تمادى الفٍكـرُ فــي ذاتِ التَبـاب
فليــــس هنــــا يقيـنٌ أو مِثــــالٌ
ولادســـتور عَــدلٍ فـي صَــواب
فهل ترجـو من الفوضى صَلاحـا
وتحلمُ أن ترى سـِـلْمًا بغَـاب
وإكسيرُ الهــــوى بيــــدِ البغايــــا
يُجمِّـــل عُهـــرَ عَـوراتِ القِحـــاب
فُحـولٌ قد تراصوا في صفوفٍ
كَ" ثِيـــرانٍ " بإسْــطَبْــلِ الدَوَاب
تباهــــوا بالخُنــــوعِ بـــدونِ عـــارٍ
فيـا ذُلَّ القيـودِ علــى الرِقـاب
خَـــؤونُ القـومِ سِـــمسارٌ حقيـــر
لعــوبٌ حافــظٌ درسَ الحِســـاب
ويُفْتِــــي دونمــــا هَــــدْيٍ وديـن
يبيع ويشتري باسم الثواب
وللقوَّادِ حِـــــــــــــــــزبٌ وانتماءٌ
وحُرَّاسٌ وحُجَّــــــــابٌ لِبـَـــــــــاب
ينـــــادي حاكِـــــمُ الأغنــام هيّـــــا
هنــا كبـــشٌ تـــأذَّى مــن كِـــلاب
بِسـعرٍ لايُبــــارى فــــي قطيــــع
بــهِ لحـــــمٌ لذيـــــذٌ "للكبـــــاب"
بِســوقِ نِخاسةٍ عرضـوا الســبايا
صُــكُوكُ الرهْـنِ دولارُ المُرابــي
زَنازيـــــنٌ تضــــجُّ بكـــــلٍّ حُلـــــمٍ
وُرودٌ قــــد ذوتْ بِدُجــى يَبــــاب
يشذُّ الشِّعر من زيفِ القوافـي
ويلهـثُ فـي هجيـرٍ مـن خِطاب
وفـــوق منصَّـــــةِ الإلقاءِ رســـــمٌ
لصـــورةِ "قائـدٍ" بِـــرؤى مُهَـــاب
شِعاراتٌ على الحيطانِ أضْحتْ
مراتِــــعَ للعناكــِــبِ والذبـــــاب
يطيـــــر بــــــلا جنـــــاحٍ للثريَّـــا
ويسقطُ كالشـظايا من شـهاب
خَواءٌ أبجديَّـــــــات المعانــــــي
صــحائفها غــدتْ وطنَ اغْتراب
يُناجــي الحال فـــي يــــأسٍ وبؤسٍ
أعِــدهُ الــى التـــواري والغيـــاب
قصـيدك طلســمٌ بهــوى مقـالٍ
هُراءٌ ينطـــوي طـــــيَ الكتـــــاب
لمَــن تُحكــى أقاصيصٌ بوعــظٍ
صِـــراطٌ فـي ضـــلالٍ واحتجـاب
قــــرودٌ تحتفــــي رقصًــــا وقفْـزا
وقـد جمعــوا الثعالــبَ بالذِّئاب
ضـلوعٌ كالنعــوشِ مــن عِظــام
تئٍــنُ مـــن الهزائـــمِ والمُصَـــاب
أسـاطيرُ الزمـــانِ غـــدتْ يقينـــا
وباتَ الكهف مـأوى مـن رُهاب
فمـــا جــدوى التفكُّــر والأمانــي
رِصَاصُ القتْلِ مدفوعُ الحِساب
دِيـــارٌ كالمنافــي في غروبٍ
بِِها الأطلالُ سِيماءُ الخراب
نشــيدكَ دونمـا وطـنٍ رثاءٌ
بخارطِـــةِ البنَـــادق والحـراب
عبدالرحيم أبو راغب
تعليقات
إرسال تعليق