كلاب الثقافة.. للشاعر السوري مصطفى الحاج حسين
* كلابُ الثّقافةِ ...*
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أقولُ للكلماتِ
لا تَتبَعِيني
فما نفعُكِ
وقد أحرقتُ أصابعي ؟!
ابتعدي
عن تسلِّقِ دمي
لن أُودِعَكِ في دفاتري
ما جدوى
أن أنزِفَكِ ؟!
والقراءُ أداروا ظهورَهُم
وتوجّهوا نحوَ الظّلام !
وحدَهُمُ المخبِرونَ
يتربَّصونَ لكِ عندَ المُنعَطفاتِ
يعبِّئونَكِ في كيسٍ أسودَ
يحملونَكِ عندَ أقدامِ الوالي
لينالوا عطاياهُ
ثمَّ ينتشرونَ للبحثِ عنّي
في كلِّ الأماكنِ والزّوايا
وتأبى الأرضُ أن تحملَني
والأشجارُ تطردُني إنِ اقتربتُ
الهواءُ يفرُّ منّي
القمرُ مخبرٌ سرّيٌّ
والليلُ خائِنٌ لا يتستَّرُ
تطاردُني كلابُ الثَّقافةِ
تَتّبعُ أثري
تشمُّ حبري
وتدلُّ عليَّ تقاريرُ
الحرِّيةِ الكاذبةِ
تقدّمُ رأسي هديةً للمقصلة *.
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
تعليقات
إرسال تعليق