حين هش الرماد. قصيدة للأديب والشاعر الفلسطيني سلمان فراج
حين هشَّ الرماد
بكت من معاشرة الحزن حتى الثمالة ...!
وكم مسد القوم أكمامها، كم مسدوها بكل التمائم حتى تنامَ،
فنامت كما اللبؤاتُ،
وعشش في مقلتيها الحمامْ.
ولم يذعن الدمع ... لم يذعن الدمع حتى أطلت
كما وهجُ الماس، والليلُ أرخَى ...
وألف حكاية حزن تلتها، وألفُ حكاية.
مضت في الرماد حكايتها ...!
ودفءُ التمائم ضيَّع عنوانَها في نزيف الحكايا،
وكل البيوت تخطَّفَ أبوابَها الخوفُ والجوع،
واختل خطوُ الرجالِ!
وصار الرغيفُ مدى الهمِّ، وهْيَ تجوعُ،
ويَعْيَى السؤالْ.
وتسألُ في سرِّها، تسألُ الروحَ ملءَ المرايا...
وعن غدِها هي لا تسأل الروح قطٌّ،
ولكنْ
تُسائل في كلِّ همِّ سؤالْ.
ولما تثاءبَ أمسِ فضولُ النوافذِ واشتدَّ عتْمُ الطريقِ
تلاقت عيونُ البنات على وجع الليل، كلٌّ لها لهفةٌ تتمطى
وشوق عتيق
كشوق العذارى وأرغفةِ الخبز ... والوجعِ المرِّ، لا لا يُثرثر فيه الرجال
ولا يذكرون التمائمَ والماسَ، لا يذكرون عيون البناتِ ...
هنا في الظلامِ،
وحتى التي مسدوا همَّها بالتمائم حتى تنامْ.
وما أن تعامى فضولُ النوافذ، والليلُ أرخى
وهشَّ الرماد وسحر التمائم قالت:
نبيع الرجال أذن ...! وأطلَّت ...
كما وهَجُ الماس ... يُغري!
فأفرغنَ رُكنا لأخت "الشهيد"
على شَجَنِ الليل ...وارتج في وهج السرد لونُ الكلام.
الأديب والشاعر سلمان فراج
تعليقات
إرسال تعليق