وردٌ لغزة. قصيدة للشاعر السوري حسن علي المرعي
.... وردٌ لغزَّة ....
مِنْ شرقِ غزّةَ..قُربَ الخافقِ القَلِقِ
أستطلِعُ ُالجرحَ مفتوحاً على الأُفُقِ
كأنَّ ضفتَهُ اليُمْنى.. على رَفَحٍ
من بحرِ غزّة.. واليُسرى على عُنُقي
تقدّسَ الجرحُ..لا قُربى تقطِّبُه
ُ لَكَمْ تحمَّلَ..مِنْ مَنظومةِ الحَمَقِ
تقدّسَ الجرحُ..أيُّ الخافقينِ بِه
تلكَ العلاقةُ..بينَ الصبْرِ والأَلقِ
يجري الفراتُ بهِ دمْعاً..بلا مِقَةٍ
مِنْ كربلاءَإلى الأشلاءِ في الطُّرقِ
لا وقتَ للجُرحِ..ممهورٌ بساعتِهِ
فكلُّ ثانيةٍ...مَدمِيَّةُ الرَّمَقِ
ولا حدودَ لهُ .. شَرقِيَّ دمعَتِنا
حُدودُ دمعتِنا شرقًا...إلى الشّفقِ
كأنَّ خارطةَ الأحزانِ ما خُلِقَتْ
إلّا لتحفرَ جرحَ الشَّرقِ في الورَقِ
****** ****** ******
يا غزّةَ الخيرِ يا قَبراً على شَرَفٍ
توارثَ المَلأَ الأعلى... منَ الأنُقِ
منَ الذّينَ ارتقُوا..حتّى لسِدرتِها
واستوطنوا في ثراها روضةَ العبَقِ
جدُّ النبيِّ.. ألا يكفيْكِ مَفخرَةً؟!
لكيْ تعيشي صُمودَ السَّادةِ العُتُقِ
****** ****** ******
يا غزّةَ الخير.. بعضَ الصَّبْرِ سيِّدَتي
وتخرجُ الآيةُ الكُبرى منَ الغَسقِ
منَ الجِّراحِ التّي لو رُتِّبَتْ جُمَلًا
لسالَ منها كلامُ الله في العَلَقِ
ولاستقَرَّ رِباطُ الّشام ِفي يدِها
كما استقرَّ جُنوبُ اللهِ في الفَلِقِ
يا أُختَ قانا.. وحبْلُ اللهِ بَيْنكُما
ميثاقُ مَنْ قدَّموا الأرواحَ في طَبَقِ
لو حكَّمَ الغدرُ سيفَ الظُّلمِ في عُنُقٍ
وأحكمَ العُهْرُ غَلْقَ البابِ والنَّفقِ
وأنَّ بابَ المنايا السُّودِ مُنفتحٌ
على صُراخٍ.. منَ الأطفالِ مُحترِقِ
فإنَّ بُشرى منَ التاريخِ مُسرجةٌ
بكلِّ ما حَمَلَ الأجدادُ.. مِنْ خُلُقِ
تزْجي سرَايا/دمشق ٍوالجهادِ/على
خنادقِ الوقْفَةِ الشَّماءِ في نَسَقِ
وقفتِ غزّةُ.. والجُلَّى لِمَنْ وقَفوا
في وجهِ أعتى عدوٍّ للضَّمير شَقي
لئنْ نستْكِ قصورُ الذُّلِّ أجمعُها
فليسَ ينساكِ عِرقٌ في الأصُولِ نَقِي
وسوفَ تخرُجُ من أكمامِ زهرتِها
تحتَ الرُّكامِ..بذورُ الفُلِّ والحَبقِ
****** ****** ******
وردٌ على غزّةٍ في ثوبِ عِزَّتها
وقُبلةُ اللهِ ... بينَ الجِّيدِ والحَدَقِ
ووردتانِ لها..ما بَلَّ هاشِمُها
جرحاً أفاقَ على ذي بَلسَمٍ حَذِقِ
وغوطةٌ من ربيعِ الشّامِ.. أنثُرُها
في كلِّ باسمةِ الأجداثِ عنْ لَبِقِ
لعينكِ الكأسُ..لا للغيدِ أرفَعهُا
مِمَّا تعتَّقَ في أذكارِ مُعتَنقِي
إذا استفقتُ لها ليلاً أُعاودُها
ومِنْ ولُوعي بها في الصبْحِ لمْ أفِقِ
فليسَ إلّاكِ منْ عِشْقٍ أعوذُ بِه
وليسَ إلّا علَيكِ الجّـانِحانِ ..ثِقِي
حسن علي المرعي/٢٠٠٩/١/١٨م
تعليقات
إرسال تعليق