موسم الصبر. قصيدة للشاعر السوري فادي مصطفى
موسم الصّبر
يا موسمَ الصَّبرِ إنَّ الصَّدرَ بي طَفَحَا
والموتُ طابَ وخيلُ الذّلِّ قد رَمَحَا
الشّوك أرحمُ من نارٍ تلاحقنا
وهج الحريق كصحراء اللظى نفحا
عروبتي وحدود القهر ترسمها
وحرف نهج الهوى من دفتري نزحا
ما عدتُ أذكر شكل الحبّ في نظري
والجوع للغوص في حبّي فلا سمحا
من ذا يظنُّ بأنّ اللّيلَ مُنصَرِمٌ
ضرب الجنون بمن في وعدهم فرحا
الشّعبُ يكتمُ عصياناً جرى بدمٍ
من ذا سيوقفُ بركاناً إذا سرحا
أزهارنا سقطت في الأرض من عطشٍ
ما عاد فينا عدا الحكَّام من نجحا
نحن الجحيم لنا والظّلم يحرقنا
بعد الحريق لهم في ذلِّنا مرحا
فيبدعون بفرض الذّلّ في بلدي
وفي غباءٍ إذا ما المحضرُ انفتحا
ما أبعد الفجر عن أعماق ظلمتنا
اللّيل يجزم أنّ النّور ما صفحا
لطالما وعدَ الدَّيجور كربتنا
بأن يغيبَ عنِ الإصباح إن صبحا
كيف النّجاة ودرب الغدر مُتَّبَعٌ
والموت صار لكلِّ النّاس مقترحا
هل يزهرُ الخير في صحراء أمّتنا
هل يذهبُ الشَّرُّ والشّيطان فيه صحا
يا أيّها النّاس قوموا واسرجوا فرساً
ولترجموا الشَّرَّ إنّ الصّدرَ قد طفحا
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق