في إثرها.. قصيدة للشاعر السوري فادي مصطفى
في إثرها
عينان في نسج الشّعور تجيدُ
والرّمشُ يكتبُ دفتراً ويزيدُ
والبؤبؤ العسليُّ يحرقُ بيدري
والقمح يهربُ والطّريق بعيدُ
أنا في خمولٍ قبل أن تأتي هنا
مرّت فعاد الانتباهُ يسيدُ
فعجبتُ لمّا داعبت طيف الهوى
كيف انتشيتُ وجاءني التّغريدُ
ومواسم العشق الغزير بحقلتي
طفحت كأنّ الهاطلاتِ نشيدُ
وتسابقت سحب القوافي ترتدي
ثوب القصيدة والبنان شريدُ
هل أمطر الغيم الحروف بدفتري
أم من رؤاها يستشيط قصيدُ
في لحظةٍ نظرت لعيني واختفت
فجرى اليراع كما الشّراع يريدُ
هاجت وماجت في الدّروب مشاعري
في إثرها يبني الهوى ويشيدُ
فالياسمينة تستحي من لونها
فيها البياض مشعشعٌ وفريدُ
والرّمشُ أسود من غياهب ليلتي
وجداول الشَّعر البهيِّ تميدُ
والنّبض يرسلُ في العروق رسالةً
يسلو هواها والرّسول عنيدُ
لا بدَّ ينتفض الرّبيع بصيفهِ
والزّهر يثمرُ فالهوى تجديدُ
تموزُ جاء بحرّهِ ولهيبهِ
والنّسم منكِ كأنّهُ التّبريدُ
عطشي إلى ثغر الحياة ومائهِ
فعروق صدري راقها التّنضيدُ
عودي إلى ذاك اللّقا وتعثّري
ثمّ اصرخي فيك الرّؤى يا عيدُ
فأنا الضّحيّةُ إن أردتِ ضحيّةً
وأنا المُضحّي والضّحى والقَيدُ
كل الحروف تضافرت لقضيّتي
إنّي إذا جاء المِعادُ سعيدُ
هذي قصائدك الّتي رسمت هنا
حدّاً لروحٍ في العذاب تفيدُ
وتترجم الإحساس تحت مواقدي
إن عاد عيدي فالوعودُ أعيدُ
فأنا الرّبيع إذا المواسم أجهضت
وأنا المصيدةُ للهوى والصّيدُ
ومشاعل الآفاق تبدأ من غدي
وبنسج أفكار القصيد أجيدُ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق