بين الغنى والفقر. قصيدة للشاعر السوري غسان الضمان

 بين الغنى والفقر : ( الوافر )

................................

نظيف القلب تذكره الحكايا

وتُحْنى عند رؤيته الرِّقاب

فكن للخير فِعلكَ لا يُجارى

ولا لِصّا يروق له الضّباب

ومن يعلو القِلال فلن يبالي

ولن يَدْنى لتخفيه الشِّعاب

أهل من يرتوي ماء فراتا

كمن يرويه من ظمأٍ سراب ؟

ومن دسِمتْ موائدهم مرارا

كمن عانى وأعياه السَّغاب ؟

فذا يُروى وينهل من قراح

وذاك شرابه دوما معاب

وَذَا في اليوم يجرع دنَّ خَمْر

وذاك العيُّ جافاه الشّراب

وإنْ هذا يعاني من ثراء

فذاك مناه تهجره الصِّعاب

كلا الإثنين قد يحوي بناء

فذا صرحا وذاك له القباب

وبعض الناس قد تلقى بجهل

وجيها مَنْ تُجمِّله الثياب

وليس كمن يُدَثَّر في عراء

بِرَثٍّ لا يبارحه الذباب

فلا هذا أرى منه احتفاء

ولا عن ذاك قد نضب العذاب

ففي الإفصاح أصدح في قريضي

لساني لن يعثِّرَه اللعاب

وأُشهِر أبيضي وله بريق

فسيفي ليس يُصدِؤه القراب

وتاج الفخر يُنسَج من سخاء

وتاج البُخل يُنسجه الصُّؤاب

فتيجان حوت كلّ الرَّزايا

قد اندثرت وحلّ بها الخراب

ويَبْلى الصّرح مهما كان يسمو

وتندثِر الشَّواهق والرِّحاب

قلاع هُدِّمت صارت خرابا

وفيها البوم ينعق والغراب

بلاد الأندرين غدت يبابا

وليس لها على الدُّنْيَا إياب

كأنَّ الأندرين لها ذيول

تدوِّنها الصّحيفة  والكتاب

سأبقى في المحافل مشرئبّا

وأَمْنَح من تكشِّشه الصِّحاب

أقول بذا وفيه ثراء قولي

وأقفي مايدانيه الصَّواب

وسلْ عنّي المدائن والفيافي

فمن مجموعها يأتي الجواب

سليل الأصل معطاء كريم

ولا سكني يُذِلُّ له انعطاب

وقول الحق جَهرا فيه أسمو

وتهجرني التَّوافه والسُّباب

فمن يشدو بِحُسنِ الخُلْق طيبا

ولا ينعق كما نعقَ الغراب

سيبني من فعال الخير صرحا

ولا سِرْداب تحفره الذِّئاب

................................

بقلمي : غسّان الضّمّان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن