جمانا. قصيدة للشاعر السوري غسان الضمان
جمانا : ( الوافر )
إذا ما أشرقت في الصُّبح شمس
كما الخجلى ستأْفل عن سَمانا
لما لاقت من النّور انبهارا
بوجه نيِّر شَعَّ افتتانا
فعن بعد كما الشِّعرى تراءت
لو اقتربت كبدر في دُجانا
لها وجه كبدر مستدير
ومنه النّور يسطع في رُبانا
فمن ومض الجبين ذرت بَريقا
وفي التّوصيف قد فاق الجُمانا
وعيناها كداجٍ فيه يغفو
عليل القلب كم من حبِّ عانى
وشَعْر كالسِّيول إذا تهادت
سَدول في حِمانا لايُدانى
روافده على أنجاد نهد
لتمنحه من النّجْد الِّلبانا
إِثارٌ شُدَّ فوق النهد كي لا
يُدانيه التّرَهُّل إذْ يُصانا
وأيطلها على الأردان يُطفي
خضيب الّلون أرْقبه عيانا
فسبحان الذي أعطى جَمالا
وجمَّل ماخفى منها وبانا
فإنْ بانت ذُكاءُ بُعَيد فجر
وظلَّ النُّور يُحْجَب عن قرانا
ذهبتُ إلى شفيق الفجر أجري
حسبت النُّور تَحْسُره ذرانا
سألته راجيا يبدو جليًّا
أجاب امنعْ سؤالك عن سوانا
أتطلبني ولَيْلُك فيه طيف
أما يكفيك نورا من جُمانا
أتسألني وأنت لها سمير
أهل هذا يصحُّ بملتقانا ؟
فلا تسأل لغيري عن ضياء
حذار إذا سألتَ إلى سِوانا
سيحسب فيك أجْهَل مَنْ عليها
ويقدح فيك ذمّا أَو هوانا
صهٍ واكتُمْ ولا تفشي بسرّ
فبوح السِّرِّ قد يؤذي كلانا
ودع ماقلتَ واجعلْه ببئر
ولا تهذي به مع أيّ كانا
وعنّي لن أبوح بأيِّ حرف
ولا شفتي ستنبس عن لقانا
فهيّا ارحلْ وصار الوقت ظهرا
وشمس اليوم تَعلو عن ضحانا
وخُذ نوما هنيئا فيه تغفو
فنوم الظُّهر بعد الآن حانا
لرُبَّ الليل قد يأتي بطيف
مِنَ البدر الذي كم منك دانى
....................................
بقلمي : غسّان الضّمّان
تعليقات
إرسال تعليق