شجون يوم الرحيل. للشاعر اليمني ابراهيم محمد عبده داديه
. ( شجون يوم الرَّحِيل )
شِعر/
ابراهِيم مُحمد عَبده دَادَيهْ-اليمن
-----------؛-----------
يومَ ارتحِالي عَنكِ كَم أَبكانِي
وأَسَالَ دَمعِي سَاخِناً فَكوَانِي
وعَليكِ يا (عَدن)الحَبِيبةُ أوشَكتْ
رُوحِي تُغادِر أضْلُعِي وكَيانِي
فَقَسمْتُ قلبِي ياحَبيبةُ صَادقاً
قِسْمينِ قسماً لِي وأنْتِ الثَّانِي
أنا مَا رحَلتُ اليومَ عنْكِ مُخيَّراً
بَينَ الرَّحيلِ وبيْنَ عَيشٍ هَاني
لكِننِي أُجْبِرتُ رُغْمَ تَمسُكِّي
لمَّا رأيتُ الخَوفَ قد أَشْقانِي
ودُموعُ عَينكِ قَد جَرتْ مِن مُقلتِي
حَرَّى كأنَّ الجمرَ فِي أَجفانِي
وأَنينُ حزنِكِ والجِراحُ قَتلْنَنِي
ونزيفُها وَسْطَ الحَشَا أدْمانِي
فكأَننِي حُمِّلتُ جُرحَكِ مُرغماً
لِيظلَّ فِي رُوحِي وفِي وِجْدانِي
ووجَدتُ نفْسِي إنْ رحلتُ معذّباً
ولئِن بَقيتُ فمتعباً أو فَاني
فَرحلتُ عَنكِ وكَان دُونَ إِرادتِي
وأصَرَّ فِي ذَاكَ اﻷَسَىٰ إِخْوانِي
فتَركتُ بَيتِي والدُمُوعُ غَزِيرةٌ
والحُزنُ يَهدِمُ والجَوىٰ أرْكانِي
والصَّدرُ مُنقبِضٌ يَضِيقُ بِهَمِّهِ
واليأسُ والإِحْباطِ يكتَسِيانِي
والرُّوحُ والوِجْدانُ خَائِرةُ القُوىٰ
تَنْهارُ والعَينَانِ زائِغتَانِ
وغَدا فُؤادِي بِالأَسَىٰ مُتَفَطِّراً
والقَهرُ واﻷَحْزانُ يخْتَِرقانِي
(عَدَن)الحبِيبَةُ يا حَقِيقَة مُهجتِي
يا رُوحَ رُوحِي والحَشَا وجِنانِي
فَلَقَد عَشقتُكِ مُنذ سِنِّ طُفولَتِي
وزَرعتُ فِيكِ مَحبَّتيِ وحَنانِي
أنا فِي عُيُونكِ يا جَمِيلةُ من يَرىٰ
حُسناً يُضئُ بِنورِه وِجْدانِي
لَوكانَ لِي حَقُّ الخَيَارِ فِإنَّنِي
مَا اخْترتُ غيْرَكِ رُغمَ ظُلم زمَانِي
ولَئِن رَحلْتُ اليَومَ عنْكِ فلَم أَزلْ
أهْواكِ كُل دقيقةٍ وثَوانيِّ
سَيظلُّ حُبُك فِي فُؤادِي خَالداً
حَتَّى يُوارَىٰ فِي الثَّرىٰ جُثمَانِي
تعليقات
إرسال تعليق