التكوين.. للأديب الشعر السوري سمير سنكري
الـتـكـوين
1
مـنذ القِـــدمْ ..
من قبــل بَــدء الـبَــدء في هذا الوجـــودْ
ما كان للكــونِ الذي رَسمَ الحراكَ هويَّة معلومةٌ
إذ من صــدى فعل الطبيعةِ قـدْ تـكـوَّنَ وارتوى ..
من عتمة مسكونةٍ في عمق مجـهــولٍ
توارى في ريــاحٍ عاصِفة
بمــرور أزمـانٍ وعمرٍ حاكَ في جلبابه ..
وهـــجَ التجـــدَّدِ حاكمـــاً هذا الفضــــا .
وقــعَ انفـجــــارٌ هــزَّ
أركــان الطبيعة والمـكــــانْ
أدى إلى كـــــونٍ تناثــرَ في انتظــــامٍ .. جاء يســري
في مسارات نراها .. أو مَحارٍ لا نراه
والجــمـعُ يمضي حـائِـراً من دون علمِ في ..
قوانين الظـــواهر للوجـــودْ
ظَـهَـــرت ميــادينُ التــفـاعلِ من رؤى لـغــةٍ
تَسَــامت في مزايا ما يناســبُ ..
كلَّ أركـان الحيــــاة
فـالـدفء قــدْ جَعَـل الميـــاهَ كعاملٍ
يســقي الـتــرابَ مهابة الروحِ التي ..
تُعطي تباشــير التغير في بناء الكائناتْ
رَغبَـتْ قوانيــن الطبـيـعـةِ ..
في الســماح لـهـمـسِ أوتـارِ الهــواءِ
بأن تلامس حسَّــهـا المرســوم في نســغٍ
يؤكــدُ حارســـاً قِــيَـمَ البـقــــاءْ .
هذي الـقــراءات التي أروي بها ..
أحـــداثَ تاريخٍ أتى .
قد كان طــور العقــلِ في تكوين أفكــارٍ له ..
أرجو لها أن تســـتَـقــرَّ ..
براية الإدراك كي تبقـــى إلينا واضحـــة .
من قلب هذا النـــورِ والدفءِ المغمَّـسِ بالميـــاهِ
أتـى الهـــواء ليـلمـسَ الطينَ الذي ..
أوحى إلى روحٍ ســـرَتْ
في نســـغِ كـلِّ الكائـنــاتْ
وتطــوَّرت أشـــكالها وتمايزت في نوعها حتى غــدتْ
ســمةٌ تواكبُ كلٍّ آيات الحيـــاة ..
وتربَّـــعَ الإنسان فوق عروشها .. وسما عليها حاكماً
إذ أنَّ قانـــون الطبـيـعـة .. شاء أن يُعطى له ..
عـقلاً يُحــاكمُ كلَّ حالات الظواهر ..
في دمــاغٍ لا نراهُ في مزايا الكائناتْ
--------------------------------- يتبع
2
أســطورة التكـوين جاءت من ..
صدى ما كان في ذاك الزمـــانْ .
خَـلَـقَــتْ قراءاتٍ لها ..
للعقــل روح تنتشي فيها مُحاكمة الأمــورْ .
حتى ولو قد كان في طـــور البـــداية
لا يرى ضـوء الحقـيـقـة في صـفــاء أو وضـوحْ .
تلك الحقيقة في إطار وجودها .. أضحت مساراً
راح يمضي نحو فهمٍ شاء أن
يرنو إلى أحــلام ما يرضي البشرْ .
مُـزِجتْ بســحر قناعةٍ عفــويَّــةٍ وتســــامقـت
في صيغةِ الوجـــدان أو ..
أطياف ما ترمي الديانةُ في بدايةِ وعــيـهـا
حتى غــدت حــلمـــاً يقوم على قناعاتٍ
تماهت في عطــاءات القِــيَــمْ .
إذ أنَّ للخـــوف البريء مكانة مرمـوقة أسبابها ..
هيَ قــدرة العـقـــل التي لم تســتطعْ
تفســير ما يبدو عـليه غامضــاً في كـنــهِ
أســـرار الطبيعة والظـــواهر والزمــنْ .
خوفٌ وإدراكٌ بغير قناعةٍ
في كلِّ ما تحكي أســاطيرٌ روتها
كلَّ حالات الولادة أو مزايا المــوت في رَحِــمِ الوجـــودْ .
لُـغَةُ الحيـــاةِ تكلَّـمَــتْ في كلِّ أروقــةٍ ..
رآهــا العقــلُ في جَـســدِ الظـــواهــر
عالمـــاً في قــدرةٍ محــدودةٍ بعض المراحــل مُــؤمناً
إن لم يشــاهدْ مُرتجى وجـــه الحقـيـقـةِ واضـحــاً .
إذ أنَّ للتســـليم في أبعاده فــرحٌ
يـؤكِّــدُ مانحاً أرواحنا .. ألــقَ الســـلامْ
من بعضِ ما قــيـــلَ هنــا ..
رأيٌ يــؤكِّــدُ جازمــاً أنَّ الأســـاطير التي
قــد صــاغها الإنسان من أفـعـــاله .. هيَ هاجــسٌ
كَتَــبَ القــنــاعةَ وارتــوت محــروسةً
من كل أحداثٍ جَـــرَتْ وتَــمَـوضَــعـتْ
ما بين أحكــام الحقـيـقـةِ والخـيـــالْ .
كلُّ الديـــانــات التي في الأرض تســمـو..
في إطــارٍ من أســاطيرٍ ..
روتْـها قـــدرة الإنســان في ذاك الزمــانْ .
---------------------------- يتبع
3
من بعــدِ ذاكَ الانفجـــارِ ..
تَشَـــابَكَتْ وتَـغَـيَّــرتْ أســسُ الـحـــراكِ
بواقــعٍ أدَّى إلى تجديــد أركانِ الصـــراعْ .
في كـلِّ ســـرٍّ غامـضٍ
لم يســتـطعْ عقــلٌ بأن يرقى إلى فهمٍ ..
وتـفـســيرِ الذي قد كان في هذا الجــديــدْ
ولأنَّــنا لم نســتـطعْ
والعقــل يســعى في بــداية وعيــهِ ..
تَـرَكَ الصــراعَ وفي ضـحـالة فـهْـمـنا
خـوفٌ تَــجَــذَّرَ في النـفـوسْ
فالشـمسُ والقـمـــرُ الذي يبـدو إلينا
في الأعــالي والســـماءْ .
والنجــمُ في مرسى مكان ظــهوره ..
والليــلُ يلـهــو ســاكناً وسَــطَ المَـهابةِ والظـــلامْ
والنـــورُ في جلبابهِ يســري
كما أرجــوحة تبني ظلام الليــلِ
في ضـــوءِ النهـــار وضمن قوسٍ
لا يرى الســهم الذي يُرمى على صــدر الزمــانْ
فجميـعـهـمْ من بوحِ أســرار الطبيعـةِ
قــدْ ســمَـتْ في فـكــرِمن يســـعى ليعــرفَ
عمـقَ أبـعـــاد الوجـــودْ
مـعَ أنَّــه يخشــى الحقيقة في صــدى إحســاسـهِ
فالكلُّ يطـمــحُ أن يرى وجـــه الألـوهــةِ
حاضــراً في كلِّ جزء في الحــياة ..
والكلُّ يرضى أن يكــون اللهُ ..
عــوناً طـاهــراً يحـمي الســلامةَ والأمـــانْ .
رغـــمَ الشـــكوكِ ..
بما يراهُ في بـهــاءِ الـمـعـــرفة .
------------------------------ يتبع
4
من بينِ تلكَ الكائـنــاتِ ونوعـهــا
بَـرَزَتْ مظاهــرُ قــدرةِ الإنســانِ في تـكــوينِ ..
عـقــلٍ حَــاكَـمَ الـخـــوفَ المُســجَّـى
بيـنَ أروقـــةِ الصـــراعِ
وما تــوارى بيــنَ أعـتـــاب الألـوهـــةِ في رجـــاءٍ ..
لا يـوافــقُ نـهــجَ أرباب الســـماءْ .
عـقــلٌ يـرى عــمــقَ الصـــراعِ مُـحـاكـمـــاً ..
في قـــدرةٍ ما جاءَ في أســـطورةِ التكوين أو
ما جاء في كُـتُــبٍ حَـــوَتْ ..
في مُــقــلَــتـيـها كلَّ آيــاتِ القــيــمْ .
هــمْ حاولــوا أن يـربـطـــوا صــوتَ الإلهِ
بكلِّ حــرفٍ في كتابٍ أكَّــدوا من غيــرِ فـهــمٍ واضـــحٍ
في أنَّــهُ قــدْ جـــاءَ من عـرشِ الســـماءْ .
أعــطـــوهُ من روح الـقــداسةِ مــوكـبـــاً يـفــضــي ..
إلى التســـليم أو رفــضٍ لهُ إن حاكم الـعــقلُ الرؤى
وتَــكَــشَّــفت من غير خــوفٍ آســرٍ
مـعنى الحـقــائـقِ أو ضــوابـطَ صـدقـهــا
فالله في أســطورة التكـوينِ نــورٌ طاهــرٌ
إنْ لم يكن للـعــقـلِ شـــكٌّ
في أصـــالة ما يرى أو ما يُـنـاقـشُ ..
عـمــقَ أبـعـــاد الكــلامْ .
---------------------------------------- يتبع
5
من عـمـقِ فـهـــمٍ قاصـــرٍ لم يكتملْ
ما كان للـدِيــنِ الذي أرسى القناعة من مـتــاهـة رؤيةٍ
أو صاغَها الخـــوفُ المصـــاحبُ دمـعَــنا
يبـــدو جديـــداً دونَ وعيٍ واضــح
يســــمو إلى أحكامِ فكـرٍ واثقٍ ممَّا يرى .
من خــوفنـا حَصَـــلَ انتصـــارٌ ..
يُـرتـجـى في كلِّ حالاتِ الطقـــوسِ وما بها
سَــكَـنَـتْ بوهـــمٍ عاشَ في مرســـى حيـــاةٍ ..
أثَّـرت في خلق دينٍ صاغنا قَــلَـقَــاً مُـريـبــاً
بيــنَ آفـــاقِ الأملْ .
من ضــمـــنِ هاتـيــكَ القـنــاعاتِ التي
ظــهـرتْ على أفـكــارنـا ..
في صـيـغـةٍ عــفـــويِّــةٍ حَـكَـمَـتْ
على الإنســـانِ أن يُــرمى إلى تلك القــداسةِ
في ضـمير وجــودهِ أو بـعــدِ أنْ
هَـمَــسَـتْ لـنـا تلكَ الـقـنَــاعَـةُ
في بيـــانٍ صــاغهُ التفـكـيــر من بـــوحٍ تـبَــدَّى حائـراً
مُـتَــوهِّــمــاً في أنَّـــهُ قد جاءَ من رَحِــــمِ الســـمـاءْ .
6
هل كان هذا البـــوح من رجـــلً ..
تـوارى في صــدى أســـطورةٍ مَـلَـكَــتْ زوايا عقله
فـأتى بفـهــمٍ عاشَ فينا
يحـمــلُ التـقـديـسَ كي يـرقى بأرواح البشــرْ .
رَبَــطَ الـديـانةَ بالســـماء وحاكها في كلِّ آيات القِـيَـمْ
من أجلِ أن تُـروى القداسة في طبيعة طهرها
إذ أنَّ أركان العبـــادة من نتاجِ
مهابة التقديـس في أطُـــر الحيــــاةْ .
ما ينـضَـــوي في طيفِ أبعـــاد الديانات التي
قــد قـيــلَ دومــاً أنَّـها
من صـــوت أصــداء الأنا العليا لدى الإنسان ..
أو ما قــد يراه مُقـنـعــاً في كلِّ ما يُرضي البشـــرْ .
أبـداً ســتحـملُ في ضـــيـاء وجــودها ..
روحــاً تُـحَـــرِّكُ هاجســاً
قـلـقـــاً على ما يـعـتــري هذا الزمــانْ .
مهما غـــدا التـقــديسُ يَــحــمي كلَّ أركان السعادة ..
مُــدركاً في قيمــةٍ مُـثــلى تبدَّت
ضمن أســـرار الـوجــــودْ
فالشـــكُّ يقضي أنْ نعيشَ الوهـــمَ ..
في كابـوس أحـــلامٍ تماهــتْ
بينَ أرجــــاء الحقـيـقـــةِ والخـيــــالْ
----------------------------------- يتبع
7
بقيَ التســاؤلُ ضـمـنَ أروِقَــةِ الصــراعِ ..
وما يُــرى أو يَـســـتَــجـدُّ
منَ الـظــواهـرِ في مَـسَـــارٍ عانـقَ الأســــرارَ
في مســـرى الـطبـيـعـةِ والـوجـــودْ
فالـعـقـــلُ يـكـتَـشـفُ الـمُــخَــبَّــأُ ضـمـنَ ما أعـطـتْ لنا
تلك التي رسَـــمَـتْ قــوانـيـنَ الـتَــجــاذبِ
أو مَـهــاراتٍ رأت شــيـئـاً جـديــداً
ضـمنَ ما أعـطــتْ لنا أسُــسُ الـحـيـــاةْ
والـعـقــلُ يـعـرفُ بـعـضَ هاتـيــكَ الـظــواهــرِ
أو يُــحــاكــمُ ســـرَّهـا .. لـيـكـون دومـاً
ســيِّــداً يـبـنـي عليـهـا ما تـراهُ الـمــعـــرفةْ
لا أنْ يـكــونَ مُــقَــيَّــداً .. عــبــداً لها
ويـعـيــشُ في وهـــمِ الضـــلالـةِ .. أو يـرى
من غـير إقـنــاعٍ لمـا جاءَتْ بـهِ
أطـيـــافُ تـلكَ الـظـــاهــرةْ
هــذا نـراهُ واضــحــاً من بـعـــدِ ذاكَ الانـفــجـــارِ
وهــيــبةِ الـتـكــوينِ في زَمَــنٍ تــوَخـــاهُ الـحَـــذرْ
من هـا هـنـا برَزَتْ صــوَرَ الـقَــنــاعةِ
دونمـا فـهـــمٍ لها أو شــكـلها الـمـهــزوز
في أطــرٍ منَ الـفــوضى التي ..
زَرَعَـــتْ مَـعـــاني الـخــــوفَ من عَــدَمِ الـتَـــوصُّــلِ ..
للـذي سَــرَقَ الـوضـــوحْ
---------------------------- يتبع
8
بـعـضُ الأســاطِيرِ التي ظَـهَـــرَتْ لـنــا ..
قــدْ سَـــامَـهــا الإنســـانُ من فـهــمٍ
يُناقضُ ما يـراهُ في الـوجــودِ وما يـدورُ
بـمـا تَــبَـــدَّى في الـعَــلنْ
من ها هـنـا كانت أســـاطير الـحـيـــاةِ وربـطِــهــا
في كلِّ ما يُــرضي الـبَـشـــرْ
ومـهـــارةُ الإنســـان تَـضــنَــى ضــمنَ خــوفٍ
قــدْ تـوارى بين أردانِ الـتَـســـاؤلِ والـصـــراعْ .
عَــبَــقُ الـتـســاؤلِ ...
قــدْ أتـانـا بـعـدَ لأيٍ بازديادِ الـمــعـــرفـةْ
وبَــدا لـنــا أنَّ الأســـاطيرَ التي قــدْ أُبــدِعتْ
جاءتْ بـوقــتٍ كـانَ فيـهـا
مســتوى العقــلِ المُــحــاصَـــرِ في إطـــارٍ
لا يـرى مـنـه مســاراً للحـقـيـقـةِ والـكـمـــالْ
إذ كانَ يـســـري في بـدايـةِ وعــيِــهِ مســـتَــغـرباً ..
لم يســتَـطعْ تـفـســـيرَ قانـون الـتـنــاقـضِ
أو مـهـاراتٍ أتـتْ
من ســحـرِ أوراقِ الـطـبـيـعَـةِ والـحـيــــاةْ
فلَـطَــالـمـا رَفَـــلَ الـزمــانُ بثــوبهِ ..
وتَـعَــلَّـمَت أيَّــامُــهُ
في كلِّ عـطــــرِ الـمـعـــــرفـةْ
عَـبَــقـتْ خــواطـــرهُ التي أعـطــتْ مسارَ ..
الـعــقـلِ طيفَ مَـحَـبَّـةٍ نحو الأمـــلْ
-------------------------------- يتبع
9
مـنـذً الـبـدايةِ ..
عـنـدما ظَـهَـرَتْ بوادرُ ما يُــرادُ منَ الحـيـــاةِ
بـكـلِّ نــوعٍ من صـنـوفِ الـكـائـناتْ
وتَـطــوَّرتْ ضـمـنَ الـمـــراحلِ في زمــانٍ ..
ظـلَّ يـخـضـــعُ مُـجـبـراً
في كلِّ أشـــكالِ الـقــوانيـن التي خُـلِـقتْ ..
بـروحٍ من صــدى وقـــعِ الـطـبـيـعةِ والـحـيـــاة
في كلِّ نــوعٍ جــاءَ يســـري ..
ضـمـنَ أروقــةٍ يـعـيـــشُ بـظــلَّــهـا
ويصــونُ في حَـــذَرٍ يعي ..
كلَّ الـمــــراحلَ في الـتَـطــــوُّرِ ..
كي يســاهـمَ في بـنــاء الـذاتِ ضـمـنَ مســاحةٍ
تـرقـى بـكــلِّ الـكـائـنـــاتْ
فَــلَــقَـدْ ســمـا في روحِـهــا عـقــلٌ غـريـزيٌّ ..
يُــحـاكي فـهــمَـهَــا ويُـســـاعدُ الوعـيَ الـذي
يـدعـــو لها أن تســـتَـمرَّ بِـقــدْرةٍ
مَزهــــوَّةٍ نحــــوَ الـبـقــــاءْ
عـقـلٌ غـريـزيٌ أتى كي تســتَـمرَّ
حياتـها ما بين أروقــة الحيــاةْ .. من غير أنْ
يحيا بما يـدعــو إلى وعــيٍ يُـداري
ســـحرَ ميــدان الـتَـــواجــدِ أو يرى ســـرَّ الوجــــودْ
لم تســتـطعْ أو تـكْـتَـنِــهْ ما كان يـبدو ..
مـنْ أمـــور حـيـاتِـها
في أن تشـــاهدَ قيــمــةَ الأشـــياءِ تســمو
مـثــلمـا قــد جاء في عــقــل الـبـشـــرْ
---------------------------- يتبع
10
وهَـبـتْ لــهُ روحُ الـطبيعةِ عـقـلَها ..
وتَـكَـــرَّمَـتْ في أن يكـــونَ مُـحـاكِمــــاً
يبـني الـتَـســـاؤلَ ثـمَّ يـســـعـى أن يـرى
وجــهَ الـحـقـيـقـةِ في الجـــوابْ
وهَــبَــتْــهُ للإنســـانِ في حــبٍّ وأعـطَــتْـــهُ الـمـعـــارفَ
من خلال هــواجـــسٍ تـرمـي إلى ..
أن يـفــهـــمَ الـمجــهــــولَ أو يــرقـى إلى
فـهـــمِ الـقــوانين التي أدَّتْ إلى
كشْــفِ الـحـقـيـقـةِ في مســـارِ الـكــونِ
بعــد مَـهــارةِ الـتـكوينِ في ذاكَ الـزمــــانْ
فَـسَـــمـا بروح تـجَـــدُدِ الإنســـانِ في أَلَـــقٍ تـبــاهى
ضـمـنَ طـيـفٍ ما رأى غـيـرَ الـجـــدلْ
ودعــاهُ أن يــرقى بـحــالةِ بـحــثـهِ ..
ليفـيـضّ في كشــفِ الـمــجـــاهيل التي جــاءتْ
لـتـرســوَ في مـفــاهـيــمٍ تـعـافـتْ ..
بـيـنَ أصــداءِ الـتَـســـاؤلِ والـجــــوابْ
وتَــراكَــمتْ صــيَــغٌ تعيــشُ مـعـالــمَ الـفــــكر الذي
قــدْ راحَ يـبــدو في ظـــلالِ الـعـــلمِ
أو مرســى بـســـاطٍ من خيـــوطِ الـمـعـــرفةْ
------------------------ يتبع
11
من روح أصـــداء الـطـبـيـعـةِ والـكمــــالْ ..
جاءت لنـا تلك الـقــوانين التي
دُرَســـتْ بوعــيٍ شــــاءَ أن يــرقــى .. بـنــا نـحــنُ الـبَـشــــرْ
فاســتَــقــرأَ الإنســـانُ بـعــد بـلاغـــةٍ حفـظتْ لنا
تـلـكَ الـحـقـــــائقِ باكـتـشـــافِ ثــوابــتٍ أدَّتْ
إلى فهــمٍ لأحـــوالِ الـتـنـاقُضِ والـتــجـــاذبِ عانَـقـتْ ..
روح انبـثـــاقِ طـلاوةِ الـمـجـهـــــولِ ..
في خـلَــدِ الـعـقــــــول الـواعـيَّـــةْ
هيَ هـكــذا الأيـامُ تسـري في زمــانِ الارتـقـــاءْ
إذ يُـرتـجـى في حـضــرة الإنســان بــوحُ الـمـعــــرفـة
ويُــجــلُّــهـا الـعـقـــلُ الذي .. يسعى بحـرصٍ للـجــديدْ .
هـذا الـجــديدُ وبـــوحُــهُ الـواعـي
سَــيَــبْــني من خلال مـعـــارفٍ أخـــرى ..
مســاراً في أمــــورٍ غــامضــةْ
إذ أنَّ مـفـــهـــوم الـظـــواهـرِ قـدْ تـبَــدَّى..
بـعــدَ تـبـيـــان الـثـوابـتِ في مَـحـــارٍ من
دواعي الالـتـبــــاسْ
وتـنــاغَــمَ الـعــقلُ المحاكـــمُ في ثـنايا وعــيــهِ
في أن يـرى أسَّ الـغــمــــوضِ
مُـــوافـقــاً طـهـــرَ الثــوابـتِ والـوضـــوحْ
------------------------------ يتبع
12
من قالً أنَّ جــديـدَنا من غـيـرِ قانــونٍ لهُ .. ؟
منـذُ الـبــدايةِ عـقــلُــنـا يســـمو
بإبــداعٍ جــديـدٍ
تـرتـقــي فيه كـــنــوزُ الـمــعــــرفةْ
فَــهـــوَ الذي قـــد راحَ يـبْـــدو..
من صـــدى وقـــــعِ الـقــوانيـن التي
عُـرِفــتْ بـجــهــدِ براعةِ الإنســانِ في ..
محــــرابِ تَـفـــسـيــرٍ أتـانـا
من ثــوابــتَ قــدْ رآهــا الـعــقــلُ في زمــنٍ مضــى
رغــمَ الـصـعــوبةِ في قضــايـا الاكتشـــافْ
هــوَ من عـطـــاءٍ جــاءَ في تـكــويـنهِ ...
مـنــذُ الـبــدايـاتِ التي .. أعـطـتْ لـنــا ســـرَّ الـحـيــــاةْ
وَهَــبَـتْــه أردان الـطـبـيــعـةِ روحَـها
فـتَــنــاغَــمَـتْ كلُّ الـمـــزايا كي يـرى وهــجَ الـحـقـيـقَــةِ
في الـتّـســاؤلِ أو يـعي في كلِّ وجــهٍ
جاءَ من قـانـــون ..
أســـرارِ الـطــبــيــعَـةِ والـزمـنْ
هـو لا يعيشُ بما يرى الـعـقـلُ الذي وضــعَ الـجـــوابِ ..
لكلِّ ســرٍّ قــدْ تَــبَــدَّى واضــحـــاً
يبـقى قــريباً من ســـلامة نبضـهـا
مُـتَـهـيِّـباً وجــهَ الإلــهِ
مُـســـلِّــمـاً في أنَّــهُ وضــعَ الـحــقــائقَ
في رؤاهُ ولو صـــداها
كان يشـــكو منْ أمـــورٍ غــامِضــة
-----------------------------
13
كلُّ الأســاطيرِ التي عاشــتْ تُـراودُ وعـيَــنـا ..
من صُـنْــعــنا نـحـنُ الـبَــشـــرْ
هيَ لـمْ تـكـنْ موجـــودةً ..
لـولا الـمَـخَــاوفَ من غـمــوضٍ شــاءَ أن يـبقى
حـبيـســاً ضـمـنَ وعـيٍ حـاضـــرٍ
يـرعى قـضــايا لم يُـشـــاهـدْ عـقــلَــنـا تـفـســـيرَها
لم يــســـتَـطعْ حــلَّ الـغـمــوضِ ولا ..
تـراءى في ســـمـا كلِّ الـمـعـارفِ
ما يُـشــــاهـدُ واضـحــاً
من وحـي ما تـحـــوي الـقـــوانيـن التي
قـدْ صــاغـها الإنسانُ في وَهَـــجِ الـوضـــوحْ
في عالمٍ فيه كثيــراً من غـمـــوضٍ
ما رأى وجـــه الـحـقـــائـقِ والـرضى ..
فـتــوالفـتْ مـعَ جَـهــلِـنا قصصٌ تـراكـمَ عـطـــرها
إذ واكـبَـتْ من غير وعــيٍ ذلك الـخـــوفُ الذي
أدَّى إلى الـتـســـلـيمِ في أســطورة عـبَـثـيَّــةٍ
خَـــدَمَـتْ مــزايـا الـعـقــلِ في ذاكَ الـزمــانْ ..
وتَـعَــاظَـمَــتْ زغـــرودةُ الإيمـــان فيـنـا
دونَ أن يـرقى إلى فـهــمٍ ..
صـــريحٍ للذي قــدْ غـابَ عن عـقــل الـبـشـــرْ
-------------------------------
14
من قيمة الإنســان دومــاً
أن نـراهُ بـذاتِـنــا طيـفــاً يعــي بصـفاءِ فـكــرٍ
بُــعْــدَ أســـرار الـطـبــيــعـةٍ واضـحـــةْ
وبـرغــمِ هـذا لـم نـجـدْ ..
نحـنُ الذينَ تألَّــمـتْ أحـــلامُـنــا
وتَـكَــــرَّمت في ســـاحةِ الإيـمــــانِ ..
أن تـبــقـى على طـيـفِ الرؤى
أســطـورةً تـروي لـنــا
في أنَّ ديـنَ الله ســـمـحٌ رغـــمَ كلِّ قـنـــاعـةٍ
في أنَّــهُ لا يـرتـقي إلا إلى وهـــمٍ تـوارى ..
في ارتـعـاشِ الـخـــوفِ أو ذاك الـتَــمـوُّتِ
في احـتـضـــاراتِ الـخــنــــوعْ .
لـم يســتـطعْ ألـــقُ الـبــراءة أن يـكــون ..
الشـــكُّ مُــبــتَــعِـداً ولا مُــتَــحــيِّــزاً عن دارةِ
الإنســانِ أو شـــكـواهُ في قَــلَــقٍ
منَ التســليـمِ والإيمــانِ في وقـــعٍ يـرى ..
هَــرَمَ الحقـيـقـةِ واضــحـــاً
هـو لا يـزالُ على براءة شــكـهِ
يشـــدو بمـا تـحـــوي الأـســـاطيـر التي
قــدْ ســــاهـمـتْ في خـلــقِ إنســـانٍ يــرى
في الـديـن كلَّ الانـتــمــــاءْ
هــوَ لا يـزالُ حـبيــسَ فــكـــرٍ لا يــرى أنَّ الـزمــانَ
لـقــدْ تَــغَـــيَّـرَ واســتـَـبــاحَ مَـعــارفَ الإنســانِ
إذ أعـطــى لـهُ أن يـســـألَ الـعـقـلَ الـمُــحـاكــمَ
عـنْ ظـــواهــرَ أيـقَـظَـتْ فيـهِ شـــكـوكاً
في أمـــورٍ لا تُــوافــقُ عـقـــلهُ..
فـهـيَ التي تبـنـي الصـــراعَ وفي الرؤى قـلَــقٌ
تـوارى في مســـاراتِ الـتَــعَــقُّـلِ والشـــكوكْ
فــلــذا نـراهُ ضـمـنَ دائـرةٍ
تــوالَـفَ قـطـــرها عـنــدَ الـضــيـاعِ ..
وعــنـدَ روحٍ بـيــنَ شـــكٍّ بالـيـقـيــنٍ
وبـينَ إيـمـــانٍ يرى
في أنَّ ظــلُّ اللهِ فــوقَ مَـكــانةِ الشــــكِّ الذي يُضــني ..
رؤى الإنســان في هـذا الـزمــانْ
----------------------------- يتبع
15
ما كان يـعـــلـمُ عـاقــلٌ فيمـا مضـى
أنَّ الـفـضـــاءَ وما بــهِ في مـثلِ هذا الاتســـاعْ
إذ كانَ في أيَّــامِهِ الأولى يعي ..
في ناظــــريهِ على امـتــدادٍ قـاصـــرٍ
يكفي كـفـــــاءةَ عــقــــلهِ ..
في أن يـرى بـعـضّ الـظــــواهــر
دونَ أن يـــهــتـمَّ في تــكــويـنِـها .. لكنَّـهُ لــمْ يســتَطـعْ
أنْ يـردعَ الـخــــوفَ الذي
أعـطــى الـتَــســـاؤلَ كي يرى ســـرَّ الـجــــوابْ
منـذُ الـبـدايـاتِ التي نَـشَـــأتْ بلا ..
أنْ يـركـبَ الإنســانُ مـــوجَ الـمـعــــرفـة
ما كان يســعى أن يُشـــاهِــدَ عمـقَ ظـاهـــرةٍ
تـراءتْ ضـمـنَ ذيَّـــاكَ الـفضـــاءْ
ما كانَ في تـكــويـنهِ الـواعي يُـقـارنُ أو يُحــاكـمُ
طيفً ما يـبــني الأذيَّـــةَ أو ريـاح الـفــائــدةْ
حتى اســـتـبـاحَ الـعـقـلُ روحَ مـظــاهرِ الـتـــكــوينِ ..
وأيـنَـعَــتْ في جــوهـر الإنســـانِ
ظــلَّ مـكـــانـةِ الـمــــوت الذي .. جَـعَــلَــتْهُ يــســـألُ
في رؤى وهـــمٍ بـلــيـــغٍ
ســـرَّ مـلــحَــمَـــةِ الـوجــــودْ
----------------------------------- يتبع
16
للمـــوتِ وقـــعٌ في الـحـــيـــاةِ وظــلِّــهـا ..
إذ يـجــعــــلُ الإنســـانَ في قَــلَـــقٍ لِــمَــا
يأتي لهُ ليـعـيشَ في أرَقِ الـهـواجسِ والـتَــســـــاؤلِ
كيف يـلــقـى الـمـــــوتَ أو يســعى ..
لـيَــبــعـدَ عن مصـيــرٍ قادمٍ لا بــدَّ منــهُ مــعَ الزمــنْ
من ها هــنــا بــرزَ الصــدى من ماردِ ..
الـخــــوفِ الذي أدَّى إلى قَـلَــقٍ توارى في
رؤى الـمـنظـــورِ من تلك الـظــــواهـرِ
رغْـــمَ أنـفِ الـخـــــوفِ من أســـرارها .
لــمْ يـقــتَــنِـعْ أن الذي قــدْ راحَ يُــعــبَـدُ شــكـلُـهُ
ما كانَ إلا من خـفــايا حــالةِ
الـتَـكــوينِ في أيــامِ كــان الـعــقـلُ
في بـــدءِ الـتَـــــواجـــدِ في الـحـيــــاةْ
خــوفٌ تـنــامى في مســارِ وجــودنا نحنُ الـبـشـــرْ
وتَــحــــوَّلَ الـخـــــوفُ الذي
أضـنى هـواجسَ فـهـمِـنا نحــوَ الـصــــراعِ
لِـمـا تَــبَــدَّى حـائـراً بينَ اليـقـينِ
وحـالة الشـــكِّ الـمُـــرافـقِ للـضَــيــــاعْ
وهـنــا بَـدَى من دونِ حــكــمٍ واضــــحٍ وهـــمُ الـديــانـاتِ التي
حَكَـمَـتْ على الإنسان في ذاكَ الـزمــانْ
------------------------------------ يتبع
17
من بـعــدِ أن وضَـحَ الـجــــوابُ
وراحَ يســمـو واثـقــاً من فـهــمِ آيـاتِ الـقـوانـيـن
التي أعـطَـتْ لـنــا بـرهانَـهـا .
في عـقــلِـنـا الـجَـمْــعِــي روحَ الـمـعـــرفة
تَـرَكــتْ لنـا آمـــالَ أنْ نـحــيـا بــوعـيٍ قـــادِرٍ ..
كي نَــبْــعــدَ الـتـســـلـيمَ عن أرواحـنــا
ونـرى الـحـقـيــقـةَ في إطـــارٍ ..
من صــدى بـوحٍ تـخَــفَّــى في ضـيـــاءٍ جاءَ يســمـو
كي نـراهــا في وضـــــوحْ
لكـنَّـنا معَ كُـلِّ أضـــواء الـمـعــــارفِ كـلِّـهــا
لـمْ نســتَــطـعْ إلغاء ما تُــبْــنى
علـيــهِ وجــــودَ روحِ الـتَـربيَّــة .. إذ أنَّــنـا
مُـلْـــكٌ لهـا ونعيشُ في أصـــدائِــهـا
رغــــمَ الذي قـــدْ جــاء يـهــدي باقــتِــدارٍ
واضـعـــاً أسَّ الـحـقـيـقــةِ في رداءٍ يـكـشـــفُ الـوهـــمَ
الذي أعـطــى إلى عــقــلِ الـحـيــــاةِ
ثـوابـتـــاً تـحــمـي الـوجــــودِ وراية الإنســان
في هــــذا الـزمــــانْ
رغــــمَ الـوضــــوحِ لبعضِ أســــرار الـمَــجَـــرَّةِ في الســماءِ
وبـعــضِ أســـرار الـقــوانيـن التي كانت
بلا فهـــمٍ إلى الإنســـان في أوقــاتِ ..
كان الـعــقــلُ يســـري خـانـعــــاً نحــوَ الـتَــمَـــوُّتِ والـعـــدمْ
ظـلَّــتْ بنا روحٌ تُـســـاندُ بارتــيـاحٍ هاجسَ ..
الإيمـــانِ في قـاماتنا نحـنُ الـبـشـــرْ
--------------------------------------- يتبــع
18
ضـمـنَ امـتـدادِ وجــــودِنـا ..
خُــلِــقَـتْ بــواعـثُ خـــوفٍ قــاتـلٍ
من حالة الـمــــوت الذي أخـــذَ الـعــقــــولَ
إلى مـعــالـــمَ وهـمِنا الـمـمـزوجِ
خــوفاً من مــزايـا الـغيـب في أرَقٍ تـوارى
بين أردان الـحـقــيـقــةِ والـوجــــودْ
غـيـبٌ تَــخَــفَّـى عن رؤى الإنسانِ في ..
زمـنٍ بلا عــقـــلٍ لــهُ
غيبٌ تـعــاظَــمَ في مــدارِ حـيـاتِـنـا نحنُ البـشـــرْ
فإذا به يســـطـو على الـعـقــلِ الذي
أعـطـــاهُ بُــعـــداً لا يــوافــقُ مـرتــآهُ ولا ..
يُــعـانِــقُ أيَّ فـهـمٍ للـحـيـــاةِ ولا يُــراعي ما تــرى
خــوفٌ تَــجَـلَّــى واضــحــاً مَــســخَ الـتَــمَــكـنَ من ..
وجـــودٍ عــاقلٍ وسَــعــى لهـا
في هـاجـسٍ يـرمي بهِ نـحـــوَ الـتَــعَــبـُّـدِ
للـظـــواهـرِ إذ يــراهــا عـامــــلاً
يــرعى بــواعــثَ خــلـــقــهِ ..
أعطى لها قــدســيَّــةً مَــلَــكَــتْ جميــعَ حــواســهِ
وتـمَــكَــنـتْ أن تــمــنَــعَ الـشـــكَّ الـمُـرافـقَ ..
أن يُــهَــيــمــنَ أو يــرى صــرحَ الـحـقـيــقــةِ واضــحــاً
إذ يــعي في هــامــةِ الإيمـــان كَـنـزاً للـقَــنـاعةِ
واضــحـــاً كي يســـتَــقــرَّ ويــســـتَــريحْ .
----------------------------- يتبع
19
تـلـكَ الـقــنـــاعـةُ شــاركت أيامَــنـا في
أن تشــاهدَ في رؤاهــا راحـــةً
تــحـمي مَــكَــانــةَ ظــلِّــهـا .. من هــاجـــسٍ
يَــحْــبـو إذا ما راحَ شـــكٌّ يحــتـــوي قَــلَـــقَــاً تَـخَــفَّــى
في مـيـــادين الـتســـاؤلِ والـــجــــوابْ
هيَ راحــةٌ إن يـقــبَــلَ الـعــقــلُ الـمُـهَــيـمنُ ..
إن ســـرى يـبـني الـظــنـــونْ
فــلِـــذا رأيـنــا ذاتَــنــا تـضْــنـى وتســعى ..
كي تُــزيـلَ هــواجــسَ الـشـــكِّ الـمُـصـــاحبِ للـعـقــــولْ
تشــقـى صــراحةُ عــارفٍ يُــلـقــي الـســؤالَ وفي ..
تَــنَــاسٍ واضــحٍ ليــكـون للـتـســـلـيمِ وقْـــعــاً
طـالـمــا ســـرُّ الـظــــواهـرِ لم يَــبَــنْ .
في حــقْــبَــةٍ مِــمَّــا مضَــى لم يســتــطعْ عـقــلُ الـبَــشـــرْ
أن يكــشـــفَ الأســـرارَ في أعـمـــاقِ ما يـبـــدو ..
على وجــهِ الـظــــواهـرِ في الـحــيـــاةْ
لـكـنَّــه من بـعــدِ أن مــرَّ الـزمـانُ وقــد ســـرى
في عــزَّةٍ فـيـنـا قـطـــارُ الـمـعــــرفـةْ
كَــشَــفَ الذي قــد كانَ ســــرَّاً في ضـيـــاءٍ
واضـــحِ الأبعـــادِ إذ .. طَـــرَدَ الـتَـخــــوُّفَ من ضـمــيـرِ
الـوهـــمِ في هــذا الـزمـــانِ وأشـــعَــلَ
الـمصـــبـاحَ كي يـبقــى لـنـــور الـعــقـلِ في أيَّــامـنـا
وهــجــــاً نــرى مـنــهُ
تَــراتــيــلُ الـمَــجَـــــرَّةِ والفضـــاءْ
---------------------------- يتبع
20
كل الـديـانـاتِ التي جـاءَتْ لنـا قـدسـيَّـةً ..
هيَ من ســـماءٍ أو فـضـــاءٍ
لــم يـكـنْ يـبـــدو عـلـيـنا واضــحـاً
والـخـــوف يبـنـي حـالــةً تـرمــي إلى ..
وضـــعِ الـظــــواهـرَ في حِـــمــى الـتَــقــديـسِ أو تـقــديرِ
ما يــبـــدو غــريبــاً عــنْ مَــدَاركِ وعـيــنـا
في كلِّ عــالَــمِــنا الذي يســمـو بهِ
الإنســـانُ في تــفــكـيــرهِ
يـشــكـو منَ الـخــوفِ الذي كتبَ الـحـــروف
فأيـنعـــتْ صــوراً منَ الـتَــقــديــسِ
كان يُـحــاور الـجـــزء الذي يبـدو مُـريـبـاً
إذ تـنامـى حائِــراً ما بين شــكٍّ ماتَ
في صـوتِ الـيقيــنْ ..
أركانُـه طيف الـقــداسـةِ والـتَـعَــصـبِ ما رعى
روحَ الـتَــنـافـرِ والـضــلالــةِ إذ نـمـا
الـكــره الذي أدَّى إلى هذا الـعـــداء وما لهُ
ما بيـنَ أطـيـــافِ الـبــشـــرْ
وحـــروبُــنـا خـلَــقَــتْ بـواعـثَ حــقـــدَنا
ورَعَــتْ بهِ تـقـسـيـمَـنا من هـاجـسٍ
الـتَـقـديـسِ أو روحَ الـتَــعَــصـبِ للذي يـبـــدو لنا
مُـتَــوافـقاً مــعَ ما نــراهُ بـفــكـــرنا
ونَــظــنَّـهُ من غـير فــهــمٍ واضـــحٍ تـلكَ
الـمصـــالحُ في مداركِ عـقــلِــنـا
فـلــذا اســتـبـاحـتْ كـلَّ خــيـرٍ واعِــدٍ نـرجو به
أنْ يــحــفَــظَ الـحـبَّ الـجـميـــلْ
----------------------------------- يـتــبع
21
بـمـــراحِــلِ الـتـــكـوينِ في الـزمـــنِ الـقــــديـم ..
تَـنــاثَــرتْ صُـــوَرٌ لـدى الإنســانِ
من بـعـــدِ الـســؤالِ وبـعــدَ شـــكٍّ حـائــرٍ
أدَّى إلى أن يعـــرفَ الـمـخـــبـوءَ في حضـنِ الـجـــوابْ
وبـعـــدَ أنْ يـســـعـى إلى
وعـيٍ منَ الـعــقـلِ الـمُـحـــاكمِ كي يرى
وهـــجَ الـحـقـيـقــةِ في رؤى
قـدْ خُـبِّــئَــتْ ضـمـنَ الأســـاطيـر التي
كــتَــبـوا بها مـنـظـــومةَ الأديـــانِ ..
إذ صَــعَــدَتْ إلى طـيـفِ الســـمـاواتِ التي
أعـطـتْ رؤى الإنســـانِ في وقـتٍ مضـى
روحَ الـقَـــداســةِ والـجــــلالْ .
إذ أنَّــهــا جـاءتْ منَ الأعــلى الذي يــبـــدو قريـبــاً
منْ صــدى طـيــف الأنـا الـعــلــيا التي
تســمـو بكـلِّ طـهــــارة الـوجــــدان في روح القِــيَــمْ
أســطـورة تـحـــوي مـقـــامَ الـديـن في أشــكـالهِ
ويُـفـاخــرُ الإنسانُ في تـكــويـنــهِ
في أن يـرى ذاتَ الأنـا الـعــلــيا تُـوافِـــقُ
ما أتـى من طــائــر الـوهـــمِ
الذي أعـطــى الأســـاطـيــرَ التي قـــد فَـلـسَــفَـتْ
ديــن الألـــوهـة في الـوجـــود .
--------------------------------
سمير سنكري
تعليقات
إرسال تعليق