طائر الجنة. قصيدة للشاعر السوري حسن علي المرعي
...طائـرُ الجَـنّةْ ...
بثـغْـريْ مـنكِ ريْـقٌ لا يجُـفُّ
وروحـي من لطافـتِهِ تَـخُـفُّ
أمَا أبصرتِ فوق الدّارِ روحاً
على أغصانِ سَرْوتِكمْ يَرُفُّ؟
فذا قلبيْ تفـلَّتَ من ضـلوعي
وطارَ بشوقِ ذي كَلَـفٍ يَـدُفُّ
يُنـقِّيْ الياسـمينَ منَ البـراريْ
وفوقَ سـريرِكِ الغافيْ يَسُـفُّ
يُـسـنْدِسُــهُ مِـلائـاتٍ ثَـمـالـى
وثَـوبـاً ذا فـرَاشــاتٍ تَـطُـفُّ
فـيقـضيْ ليْلَهُ بالزّهْـرِ شُـغْـلاً
وعنْدَ الفجْرِ تحتَ النُّورِ يغْفو
فكمْ أرواحُـهُ رشـفَتْ رحـيقاً
وكمْ بالأبيضِ المَغْرورِ حَفُّوا !
وكمْ بحرٍ عميقِ السِّرِّ غاصوا
وكمْ بَـلَدٍ عمـيمِ الفـيْئِ لفُّوا !
فعَيْنيْ من نبيذِ اللّحْظِ سكْرى
وقـلـبيْ مِْـن وراعَـتِهِ يَـعُـفُّ
يذوبُ بـرِحْلَةِ الكلِـماتِ فيكمْ
فكُفُّوا عن طويلِ الشّرْحِ كُفُّوا
إذا جُـوريَّـةُ الشَّفـتَينِ فاحـتْ
عنِ الأزهـارِ في الواديْ تَشُـفُّ
أحـبُّ بلاغَـةَ الأطـيارِ فيـكمْ
فلـلأقـفـاصِ أحـيـانـاً أهُـفُّ
وأحـيـانـاً بـلا دمْـعٍ أُصَـلِّيْ
وأحـيـانـاً دمـوعيْ لا تَـجُـفُّ
لقد أضـحتْ مُـعاناتيْ كؤوساً
مِنَ الصهباءِ في صدريْ تُصَفُّ
وصارَ تضـرُّعيْ للوَصلِ نجْوى
وما أسرى بسِفْرِ العِشْقِ حَرْفُ
متى الأطـيارُ تحملُـنيْ إليـكُمْ؟
متى الأقدارُ بـالبُـشْرى تَـزُفُّ؟
حسن علي المرعي ٢٠٠١م
تعليقات
إرسال تعليق