كل مساء. نثرية للشاعر السوري توفيق عابدين

 كل مساء 

يجتمع أهل القرية في بيت كبيرها وشيخها ومختارها 

يتبادلون الحكايا المكررة 

وتاريخ البطولات 

والأساطير 

والأحاديث الدينية التي تقشعر لها الأبدان 

يتكلم شيخهم الجليل عن قيام الساعة كمن عاشها 

وخاض غمارها 

عن الإسراء والمعراج 

كأنه النبي أو أمين سره 

هو الوحيد الذي يقطع الحديث 

(صب قهوة للشباب ياولد)

او ينادي 

حانت صلاة العشاء 

قم أذن بالناس يا ابا حنظلة 

يؤمهم 

يصلي الفرض والشفع والوتر 

بعد التسليم 

وتبادل التبريكات 

يقول اين كنا ..

ويعود ليكمل الحكاية 

في تلك اللحظة 

يأتيهم الصوت من خلف الجبل 

كأنه الرعد 

او صوت قرقعة السلاح 

وانفجارات الضحكات المهووسة بالخمر والنهد 

- يسأل احدهم 

متى نستكشف هذا ياشيخنا 

فيجيب بوقار 

تأخر الوقت 

غدا بعد العشاء نرسل مستطلعا 

ومازال ذاك الغد غدا 

وحده ابن الأرملة اليتيمة الثكلى 

فكر 

خطط

صمم 

قرر

وصعد الجبل 

لكنه لم يعد 

.........

ومازال اهل القرية على حالهم حتى يومنا هذا 

........

توفيق عابدين 

٢٣/٦/٢٠٢٢

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن