الهجرة النبوية. قصيدة للشاعر السوري د. زعل الغزالي
🌹الهجرة النَّبويَّة🌹
ها قد أتى بالخيرِ شهرُ محرَّمِ
صَلِّ على طهَ الحبيبِ وسلِّمِ
أوصى أبو جهلٍ بقتلِ محمَّدٍ
فحثى التُّرابَ على رؤوسِ النُّوَّمِ
شاهت وجوهكمُ يقولُ مكبِّراً
واختار هجرتهُ بكلِّ تكتُّمِ
راحوا نياماً واستفاقوا وأبصروا
ذاكَ التُّرابَ على رُؤوسٍ قد رُمِيْ
ومضى محمَّدُ كالهلالِ مهاجراً
أكرمْ به في جنحِ ليلٍ مُظلمِ
قطعَ الفيافي والصّحارى كلَّها
يمضي كنسرٍ في السَّماءِ مُحَوِّمِ
وأَتى عليٌ بالشَّجاعةِ يفتدي
بحياتهِ دينَ النَّبيِّ الأكرمِ
بفراشِ أحمدَ باتَ ليلتَهُ وهم
قد طوّقوه كما السّوار بمعصمِ
لِيَرُدَّ كُلَّ وديعةٍ كانتْ لَهم
عندَ الأَمينِ بفضلِ ربٍّ مُنعِمِ
اللهُ أَكبَرُ، لا فتىً إلّا عَلِيٌّ قالها بتفضُّلٍ وتكرُّمِ
وبكى أبو بكرٍ بغارِ حِراءَ من
وقعٍ لأقدامٍ أتَت بتقدُّمِ
فأجابهُ لا تجزعَنْ يا صاحبي
فاللهُ ثالثنا، بهِ فاستعصمِ
وأجابهُ الصِّدِّيقُ لستُ بخائفٍ
منهم على نَفسي فدَيْتُكَ فاعلَمِ
لو أَنَّهم نَظَروا إلى أقدامهم
لَرَأَوْهما ياربِّيَ استر واكتُمِ
نسجَت عليه العنكبوتُ خيوطها
وأتى الحمامُ يبيضُ ياربِّ ارحمِ
وأتى أبو حفصٍ يردِّدُ قائلاً
مَن كانَ مِن أهلِ الرَّدى فليُقدِمِ
خلفَ الجبالِ يذوقُ طعمَ مرارةٍ
فغدَوا جميعاً كالأصمِّ الأبكمِ
ومضى رسولُ اللهِ دونَ تردُّدٍ
فأتى سُراقةُ مسرعاً كالمُجرمِ
جمحَ الجوادُ بهِ وأعلنَ رفضهُ
ناداه طهَ يا سراقةُ أسلمِ
ولك السّوارُ سوارُ كسرى إنّه
يأتيكَ يومٌ يغدو ضمنَ المغنمِ
يدنو فتبتلعُ الرّمالُ حصانهُ
وتغوصُ أرجلهُ بدربٍ أكثمِ
وإلى المدينةِ سارَ أحمدُ مُكرَماً
أكرِم بيثربَ من مكانٍ أكرِمِ
أعظمْ بمَن هجرَ الدِّيارَ لحكمةٍ
وكذا الرَّسولُ مضى لهجرٍ أعظمِ
بقلمي د.زعل طلب الغزالي
تعليقات
إرسال تعليق