في حضرة القدس. قصيدة للشاعر السوري محمود علي علي
دمع ترقرق بين الرمش والهدب
يحرّق العين يكويها من اللهب
وسال مدمعها كالغيث منسكب
سيل عرمرم غطّى قمّة الركب
في وحشة البيد يسقي كل ظامئة
يروي العطاشى من القيعان والعشب
حتى النخيل إذا ماجف موردها
يرويه تهتانها كالغيث من سحب
ماجفّ يوما وماشحّت منابعه
وراح منه يحاكي المزن في الصبب
على الأحبة دمعي راح يسعفني
يهمي على الخد كالشلال من هضب
مذ غادروا الدار ضيّ العين غادرها
واغتالني الهم واليحموم يسكن بي
وهانئ النوم لا ماعدت أعرفه
ولاعرفت لذيذ الطعم من ضُرُبي
والحزن مني تراه راح ممتطيا
جواد ريح يجوب الكون في القطب
فارقت من كان للأكباد فلذتها
واحسرتاه وأضحى اليوم في الترب
يبكيهم الروض والأزهار تندبهم
وجفّ حبري وريح مزّقت كتبي
كنا وكانوا وطيب كان يجمعنا
والعيش يتحفنا من شدة الطرب
وحادث البين فرّقنا وأبعدنا
والله بعدهم ماكان من أربي
ماكنت أحسب أن الدهر يخذلنا
في زهوه الحد بين الجد واللعب
رحماك ربي فإني بائس كمد
إن شئت فارحم وإلّا غصت في اللجب
كم من رزايا اقترفنا أنت تعلمها
وتعلم السر والنجوى من الصلب
فارحم عبيدا أتاك اليوم مبتهلا
رحماك عفوا وعجّل نقلتي طلبي
نرجوا وصالا بدار لاانقطاع له
في حضرة القدس باق أنت لم تغب
تعليقات
إرسال تعليق