يافؤادا.. قصيدة للشاعر السوري محمود علي علي
يافؤادا شفّه نار الجفا
واستكان القلب والنبض غفا
واستقر السقم والجسم التوى
صار كالأملود والزهر اختفى
شفّني الوجد وأضناني النوى
وبراني الهجر حتى أتلفا
كم تسامرنا بليل مقمر
ورشفنا خمر دن قد صفا
وافترشنا الأرض ذيّاك الربى
وتعانقنا وما قلنا كفى
فاسقني الصهباء صرفا يافتى
واخفها عني إذا الليل انكفى
في كؤوس مترعات زانها
عقد در كالحبيبات طفى
لونها الوردي يزهو مشرقا
وشعاع النور منها ألطفا
فإذا ما دار فيها أهيف
وسقانيها من القوم اصطفى
وتراها في عروقي قد سرت
واستقرت في فؤادي واكتفى
حولنا الأشجار تحكي قصة
وسهيل النجم فينا إحتفى
ونسينا أننا في ربوة
وضياء الصبح منّا أشرفا
كم سررنا إذ تجمّع شملنا
كم سعدنا فيه إذ حلّ الوفا
دارت الأيام حتى باعدت
بيننا الأهوال بعدا مجحفا
هل لذياك الربى من عودة
يازمان الوصل ياعهد الصفا
محمود علي علي
تعليقات
إرسال تعليق