شروق الشمس. قصيدة للشاعر السوري محمود علي علي
شروق الشمس يعقبه الغروب
وبعد سطوعها يأتي المغيب
وقد حاقت بناالأهوال يوما
وسهم الدهر دوما لا يخيب
ويغرس في ثنايا الصدر ناب
ومخلاب له وقع رهيب
ويردي فارس الهيجا بسهم
له من خلفه قوس رطيب
يسر المرء يوما في صباه
ويسعده إذا وقع النصيب
ويتعسه إذا ما صدّ عنه
وبعد سروره يأتي النحيب
ويشغله بطيب العيش لهو
وتضني من مآسيها الكروب
وتسقمه الدنيّة من خباها
ولا يخلو من السقم الطبيب
فجلُّ عطائها خبث ومكر
ونار قد تلظّاها اللهيب
تريك بأنها حمل ولكن
تخفّى في ثنايا الصوف ذيب
وترضعك المآسي من لباها
وتسقي السمّ إن راب الحليب
فاحذر إن قدمتها ياخليلي
ولا تصغي لغانية لعوب
تسرك في مفاتنها وتغري
ويخفي سمها الفتّاك طيب
فهل تصفو لنا الدنيا بعيش
وقد أضنت مفاصلنا الخطوب
فدعها والأوابد في سباق
وخذ منها لنفسك مايطيب
محمود علي علي
تعليقات
إرسال تعليق