قطار العمر. قصيدة للشاعرة رفا الأشعل من تونس
قطار العمر
عهودٌ تولّتْ كم سباني بريقها
كحلمٍ تمشّى سحرها بوتيني
ليال لنا فيها تبسّم دهرنا
وأضحت كذكرى .. كالضّيا بعيوني
عهود الصّبا وشّتْ وجودي بنورها
ولكنْ زماني قد دعا لشجوني
يجرّعني دهري كؤوسا من الأسى
ومن عثراتي قد بنيت حصوني
فقلتُ له يا دهر هل أنت تاركي
وقل للّيالي كيف شئت فكوني
ويجري قطار العمرِ ..والفكر تائه..
أقلّبُ طرفي في ربا وحزونِ
غريبٌ ترامتْ بي مسافاتُ غربتي
وتجمعني بالهمّ بعضُ ظنوني
وكلّ أغانٍ للحياة تروق لي
تبدّل عندي لحنها بسكون ِ
أبيتُ معنّى تعتريني هواجسٌ
اجود بدمع يستهلّ هتونِ
ومن سقمِ قلبٍ لا تنام همومه
وسهدٌ براني كمْ تذوب جفوني
وفي الجسم روحي تشتكي من عذابها
تعيش كما في مظلماتِ سجونِ
وأجتنبُ الأصحاب من غير بغضةٍ
لأنّ رفاق الدّرب قد خذلوني
وثقت بمن كان القريب فخانني
لقد خدع الودّ الكذوب عيوني
إذا جفّ نبع الحبّ غاب بريقه
وأمست قلوب عيشها كمنونِ
أسائل نفسي عن نهاية رحلتي
أقلّبُ في الأجواء طرف حزينِ
أرى من شبابيك القطار محطّتي
وفي القلب همّ ليس يرحلُ دوني
بقلمي / رفا الأشعل
على تفعيلات الطّويل
تعليقات
إرسال تعليق