نجمة الفن.. قصيدة للشاعر العراقي غزوان علي
( نجمة الفنّ)
بفنّكِ الحفـلُ هـــــــــــذا الحفلُ يفتتحُ
يا نجمـــــةً في سماءِ الفنِّ تُمتـــــــدحُ
رفعتُ كـــــــــأسي إلى عينيكِ سيّدتي
ولستُ نخبًا ســـــــــوى عينيكِ أقترحُ
ألقى حضورُكِ في الأحـــداقِ روعتَهُ
لولا حضورُكِ ما طابتْ ليَ القـــــدحُ
مذْ التقتْكِ عـــــــيوني صرتُ مختلفًا
مشاعري لغةُ الأزهــــارِ إنْ رَشَحَوا
يطيب لي أنْ أقـــــــولَ الآنَ معترفًا
إنّي بكِ الآنَ مجــــــــنونٌ ومفتضحُ
هلَّ السّرورُ وأنتِ اليومَ مشرقـــــــةٌ
والأفـقُ من حــولِنا ألوانُهُ قَــــــــزَحُ
ارقصتِ نبضي رقصَ الطّيرِ من طربٍ
حتّى غدوتُ مع الإيقــــــــاعِ انسرحُ
اللهُ أكبرُ ما بي أنتِ صانعــــــــــــــةٌ
كيفَ الخـــــلاصُ وقلبي ليسَ ينجمحُ
آياتُ حسنِكِ للأبصارِ خاطفـــــــــــةٌ
كأنَّ فيكِ جمـــــــالَ الحورِ قد لمحوا
تطلّعتْ صوبُكِ الأنظارُ هائمـــــــــــةً
وما سواكِ لهـــــــــا الأنظارُ تجترحُ
حيّاكِ جمهــــــــورُكِ المفتونُ ملتهفًا
وأنتِ صدرُكِ للجمهـــــــورِ منشرحُ
وأُلهبَ الحفـــلُ بالتّصفيقِ من شغفٍ
والمعجبونَ من أشواقِهــــم طَفَحَـــوا
ارقصتِ في خــطوِكِ الممراحُ افئدةً
فالبعضُ طارَ وبعضُ القـومِ مُطّرحُ
مالوا سكارى وهذا الحسنُ أثملَهــــم
وحولَ موردِهِ هاموا وما بَرِحــــــوا
وأنتِ وحــــــــدكِ في الميدانِ زاهيةٌ
تهبُّ من رقصِكِ الأشذاءُ والفـــــرحُ
من تحتكِ الأرضُ مادتْ وهي راقصةٌ
كأنّما مسَّها من سحـــرِكِ المــــــرحُ
المرقصُ الصّاخبُ الأضواءِ مضطربٌ
يكادُ من عشقِـــــكِ الجبّارِ ينجـــــرحُ
دارتْ على ذكرِكِ الكاساتُ مُفصحةً
شفاهُنا برواءِ الوجــــــــــهِ تصطبحُ
تنثالُ من فوقِكِ الأضواءُ ساحـــــرةً
حتّى غدا كلّ خــــــافٍ منكِ مُتّضحُ
من روعةِ الرّقصِ جنَّ الحشدُ مُصطخبًا
طارتْ بهم أنفسٌ أغوى بهــا الفرحُ
يهتزُّ خصرُكِ هزَّ الأرضَ أرقصَها
والعازفونَ بهدبِ اللحظِ قد ذبحــــوا
اللهُ يا خصرَكِ الرّيّانَ مشتعــــــــــلًا
في ساحةِ العرضِ مكشوفٌ ومفتضحُ
خصرٌ تطوفُ به الأقمـــــارُ عاشقـةً
يا ليتَ كفِّي بهـــــــذا الخصرِ تتّشحُ
وشاحُكِ الأحمرُ الشّفافُ مرتحـــــلٌ
فوقَ النّهودِ بهِ العشّاق قد سرحـــــوا
ومـرَّ بي صـــــدرُكِ الفتّانُ يدهشُني
يبدو شهيًّا وما ألـــــــــوى بهِ البَرَحُ
ينطُّ في جـــــــرأةٍ كالصّقرِ مفترسٍ
لولا الثّيابُ لقالــــــــــــوا إنّهُ سَرِحُ
والخطو يَسلسُ للإيقـــــاعِ مُنتزِحًـا
لا بل إلى خطوِكِ الإيقــــاعُ ينتزحُ
روحي مع السّاقِ تمضي وهي حائرةٌ
حتّى تكــــــادُ على الأثوابِ تنمسحُ
كأنّمـــــا في خطاكِ النّبضُ متّصلٌ
فليسَ يسكنُ أو في الحبِّ نصطلــحُ
بريقُ ظهرِكِ كم يغري أبالســــــــةً
يُصعّدُ النّبضُ والأحشاءُ تنقـــــــدحُ
وكانَ وجهُكِ في اشراقِهِ قمـــــــــرٌ
والثّغــــــرُ في طعمِهِ الزّيتونُ والبَلَحُ
وكانَ صدرُكِ رمـحَ النّارِ منتصبًا
أمامَـــــــــــهُ كلُّ حصنٍ باتَ ينفتحُ
يميسُ قــــــــدُّكِ مثلَ البرقِ منفلقًا
بحيثُ أنّ لهُ الأجــــــــــواءَ تنفسحُ
يا بيرقَ الحسنِ فوقَ الأرضِ مزدهيًا
عليهِ كلُّ جمــــــــالِ الكونِ ينسفحُ
لا تسأليني أنا المــذبوحُ في شغفي
فعشقكِ الكـــــــــأسُ للآثامِ يجترحُ
الحفلُ طابَ بمـــــــا القيتِ من ألقٍ
شبَّ المكــــــانُ من الأشذاءِ ينتفحُ
دارَ الحــــــديثُ عليكِ الآنَ فاتنتي
في ليلـــةٍ بضياءِ الغيدِ تنشــــرحُ
يا نجمةً في سماءِ الفنِّ لامعــــــةً
بفنّكِ الحفلُ هــــــذا الحفلُ يفتتحُ
.............
شعر ورسم/ غزوان علي
تعليقات
إرسال تعليق