تطريز. قصيدة للشاعر السوري محمود علي علي
تطريز (منارة العلم والآداب)
********
منارة العلم والآداب قد جمعت
ثقافة الكون في أسمى معانيها
نارت سريرة أهل العلم فازدهرت
منها الروابيَ في أقصى نواحيها
امّ الحضارات قد أرخت ذوائبها
كمثل لؤلؤة يافوز جانيها
رقّت تسامت وقد ألقت خمائلها
وازدانت الأرض قاصيها ودانيها
تزهو منابرها بالشعر ترفده
فطاحل الشعر من أقصى نواحيها
القوا شباكهمُ في بحر لجّتها
يُصْطاد من درّها ماكان غاليها
لمّا دعتنيَ كي أرقى منابرها
طوعا أرانيَ قد لبّيت داعيها
علوت فيها على الأقران في زمني
ورحت أنظم شعرا من لآليها
ليلي كما العاشق الولهان أرقبه
حتى نجوم السما بالعد أحصيها
ماست شمائل من أهواه من طربي
إذ رحت منها خمور الدن حاسيها
ولّهت فيها طريّ العود من صغري
ولست أذكرها إذ كنت حاويها
آليت في النفس أني لاأغادرها
مادمت حيّا ورب الكون باريها
لاموا عليّ بأن أهوى معذبتي
واللوم مني على من راح شانيها
آنست أنسيَ في الأسحار أرقبها
حتى الصباح وقد نادى مناديها
دقّت سريرتها عن عين ذي عمه
عنها تعامى وأضحى في دياجيها
آدلجت فيها بقاع الأرض أسبرها
ماعاقني الهيف أو حتى براريها
بنيت فيها بيوتا لست أسكنها
تفنى وأفنى وتبقى في مباديها
محمود علي علي
تعليقات
إرسال تعليق