سفر الهوى. قصيدة للشاعر السوري محمود علي علي

 ِسِفر الهوى

""""""

سفرَتْ فبانَ الصبحُ وانقشعَ الدجى

    وتنفّسَ الصعداءَ صَبٌ أغرَما


 فَتنتْ مفاتنها البهيةِ عاشقاً

    من وقعها صُمِّ الصخورِ تكلَّما


 رقّتْ لحالةِ بائسٍ مضنى وقد

    رمقته في نظراتها فتبسَّما


 تاهتْ جمالاً في الأنامِ بحسنها

     وتفرِّدتْ عن غيدِ أملاكِ السَـما


 حاكتْ بدقّةِ خصرها الظبيَ الذي

     قطعَ الفيافيَ أو تملّكهُ الظَما


فينانةٌ حاكى اللياليَ شعرُها

    شلّالهُ مسكٌ وكافورٌ همَى


بدرٌ إذا بدرتْ يشعُّ جبينُها

    كالكوكبِ الدرّيّ باتتْ معلَما


إن أدبرتْ حاقَ الظلامُ وإن بدت

     ببهائها ينزاحُ ماقد أعتما


 نلتُ المنى بقدومها وكأنّني

     قد نلتُ جوهرةً بها أو منجَما


 ألّفتُ سفراً من دواوينِ الهوى

    إذ رحتُ فيهِ مُعلِّما ومُعَلَّما


وشّحتٌ سِفريَ والحروفَ بإسمها

    وطفقتُ ألثمُ من لمَاهُ البلسـَما


 لملمتُ أطرافَ الكتاب وجئتها

    ما إن رأيت الحسن من يدي ارتَمى


  صرّت كتابيَ أخبرتني أنني

       قد جئتها شيئا فريّا مبرَما

            

 حاولتُ فيها أن تمنَّ بنظرةٍ

     فتمنّعت إذ أخبرتني عندَما


تقضي المعجل يافتايَ فآتني

     أو عن دياري سوف ترحل مرغما


وسألتها كم ياتُري هل تفصحي

      فأشار إصبعها لنجم بالوَما


ومؤجل من مثلييه جواهرا

مآءت ألف عدّها بحر طَما


فركبت أهوال المفاوز جمعها

       وتخذت منها ماجمعته مغنَما


ومخرت بحرا  والسفين يقلّني

   والموج مع ريح عتت يتلاطَما

        

غنمت يدايَ المبهرات نواظرا

    من درّها الياقوت راح مقلَّما


وأتيتها القصر المشيّد ركنه

     وجعلت من قلبي إليها السَـلّما


ناديتها ليلاي ها قيس أتى

   ويداي ترجفُ واللسانُ تلعثَما


فتبهرجت ذات الدلال بحلة

   من مثل طلّتها البهية قلَّما


وحظيت من نظري الكليل برمقة

      ولسانيَ الممنوع أن يتكلَّما

         

محمود علي علي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن