الرجاء الخائب .نص للكاتبة منى الغجري من سورية
الرَّجاء الخائب
خائبٌ رجائي كتلكَ السّنواتِ العجافِ
سخطٌ وحشأٌ كفيفُ الرؤى زريّ الوفاءِ
انتظارٌ كئيبُ المنايا في حرمةِ الإباءِ
يتمتمُ بكلماتٍ مستهجنةٍ يشكي
وعداً كانَ مزخرفَ المَنالِ
كذبٌ مُفيمٌ خبأهُ تحتَ شعارِ
الصِّدقِ والوفاءِ منغَّمٌ بلحنِ الحبِّ
أيّ نوعٍ أنتَ من الأنامِ
ذو هامةٍ كاملةٍ زيفةِ الإدعاءْ
كان اللُقى موعده مبنيّاً على الثِّقةِ
والإيمانِ كَبّلهُ بقيودٍ مقفلةِ الإنتماءْ
أيُّها الرَّجاءُ الخائبُ عُد أدارجَك
عاكفاً يومَ تجدُه حنيفاً أخبرُه
بأنَّ القلبَ قطّبَ وريدَهُ المتهتّكَ
ولملمَ جرحَهُ الجامحَ ببغتةٍ صمّاءْ
أأُذكّرُك....؟؟
كم مِن مرَّةٍ تجالسْنا
تحتَ قبّةِ السَّماءِ في ليلةِ مقمرة؟؟
وقذفْنا بأحلامِنا بُعدَ الأميالِ
صعدْنا للقمر وزرْنا النَّجومَ
واستلقينا فوقَ سريرِ السَّحابْ..
كم شربْنا نخبَ العشقِ وحلّقْنا بهواهُ
أحلاماً باتت خاويةً شحيحةَ الوجهِ
غريقةً في بحرِ النّسيانْ
تدورُ الأيامُ وتتذَّكرُ كحلَ العيونِ
بغنجِ السَّوادْ
ربّما تصحو بعدَ عهدٍ يكونُ قطارُ
الحبِّ قد غادرَ المحطّةَ إلى غيرِ رجعةْ
تلوذُ لك بعدها شغفُ الوئامْ..
يا تاركاً روحاً عاهدْتك بوعدها
أنَّها وثيقةٌ موقعَّةٌ ببصمةِ العمرِ
لحينِ الحسابْ
سوف تتابعُ رحلتَها كما كانت
عاهدةً ميسَّرةً أم معسّرةً لتصلَ شطَّ الرَّخاءْ
من يؤمنُ بربُّه يناجيه
لاخوفَ عليه من صُلبةِ الأيّامِ
أغتسلُ وأمسحُ وجهي داعيةً
ربيِّ لك الأمرُ وعليكَ نِعم الاتّكالْ
14/3/2023
منى غجري
تعليقات
إرسال تعليق