عكازتي ..قصيدة للشاعر السوري محمود علي علي
أرى عكازة سندي عصاتي
وتحميني من القوم العداة
وتنجيني من الأهوال دوما
إذا ما حاق مكر من طغاة
لها عندي من الدرجات ما لم
يصل شخص إليها في حياتي
ترافقني بصحوي طول وقتي
وفي نومي تراءت مثل قاتي
أصونها من قذى الأشرار دوما
وإن رمت القتال بيوم تاتي
عرفت بأنها عود عصيّ
عن استحوازه قوم عصاة
صنوبر أصله غصن تساما
عن الأقران ميّز بالثبات
أميل عليه يسندني برفق
ويرشدني إلى طرق النجاة
له مني بأن أبقيه قربي
ولي منه الوفا ماضٍ وآت
متاعي في الحياة ولست أبغي
سواها من متاع للممات
نمت مابين أغصان تنامت
وحازت في العلا بالمرتبات
أخاطبها تخاطبني بصمت
وأفهمها وتفهمني فتاتي
وأحملها وتحملني برفق
وآنس في الدروب الموحشات
أراها مثل ظلّ الجسم منّي
أفضّلها على نفسي وذاتي
صميم القلب يحفظها وإني
أراها جمّعتني من شتاتي
تشقّ البحر شقّا مثل طود
وتمخر في الرياح العاتيات
تراها مثل ثعبان تراءت
لتبتلع الثعابين العتاة
عليها أتكي وأهشّ فيها
(ولي فيها مآرب أخريات)
محمود علي علي
تعليقات
إرسال تعليق