ليلة القدر. قصيدة للشاعر السوري سليم عبد الله بابللي

 ليلة الڨدر

✍️:سليم بابللي 

من بحر الكامل


يا ليلةً فيها النفوسُ تبسمت

و ترفعت نحو السماءِ بِنا سمت


في مُحكَمِ التنزيلِ أُُنزِلََ فضلها

نقلت سطورا ٌللصدورِِ و أوسمت 


نرنو إليها و  هي فينا جُنةً

من وَجْدِها  مُُّر الجراحِ تبلسَمت


ليست كباقي العابراتِ زماننا

من قدرها فيها الجِِسامُ تقسمت


ياقوتَةَ الأحيانِ  في جِيدِ الزمن

يا دُرّةً في أوجِ عتمٍ أشرقت


إنصافُها لاقت له أوصافُها

دونَ الليالي في الزمانِ تألقت


إسرارُها لغزّ، لها أسرارُها

ريحانةّ فيها القلوبُ تعلقت


خيرٌ لنا و لِعُمرنا في ليلةٍ

جُلّ العطايا في معانيها حَوَت


قد لايعادِلُ في القطافِ مفازةٌ

مثلَ الذي لمحاً لناظرِهِ بَدَت


يُدعى بها لكنها تُدعى فلا

لاتمتثل طلباً و لو هي أقبلت


هي مِنّةّ هي مِنحةّ من خالقٍ

فاضَ العطاءَ بليلةٍ فتفضلت


عن ألفِ شهر أو يفوقُ قياسُها

برجائنا لرجاءنا باب غدت


فيها البِشارَةُ من رحيمٍ للذي

قد نالَهُ التقصيرُ أياماً خلت


فيها المُحالُ يحولُ في متناولٍ

و تحولُ دوننَالموبقاتِ بما رَقَت


تدعي سبيلاً للنجاةِ و رِوْحُها

رَقّت جذوعُ اليأسِ فيهِ  و أورقت


و عظيمةٌ كُرمى لِما فيها نزل

روحٌ و أملاكٌ و جناتتٌ دَنَت


أركانُ هديٍ للأنامِ لِرَشدِهم

و هدايةُ الرّحمنِ فيها فُصِّلت


آياتُهُ و البيّناتِ مِنَ الهُدى

يا رحبُ تيهي في معاليكِ  جَلَت


بوركتِ من دربٍ و مِن حَمّالةٍ

أنوارها فاضت رِحاباَ أُزلفت


مَن فازَ فيها فازَ فيما طالَهُ

و لها يطيبُ الرّصدُ حتى لو أَبَت


و لكلِّ مجتهدٍ لها ما نالَه

إذ لا تُخَيّبُ  جوفَها نفسٌ رَجَت


و الراصدونَ لوصلها بمفازَةٍ

لا شك فيها إن جَلَت و تأجلت


وتحجّبت في الدهرِ أسدالَ الرؤى

عن كل نفسٍ ما بتقوى خُضِّبت


كي لا تُشاعَ إلى العوامِ بقدرها

و بِقدرها من فيضِ عينٍ أوجِبت


يا دُرّةَ الشهرِ الكريمِ تفضلي

بقبولِ نفسٍ وسعَ كفيها سَعَت


بينَ المحبّةِ و الرجاءِ تضرّعت 

و  دَعت مُراداً في رحابِكِ أودعت


ربّاهُ يا كلَّ الرجاءِ لسائلٍ 

عفواً وغفراناً لزلاتٍ مضت 


سليم عبدالله بابللي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن