ذات الدلال .قصيدة للشاعر السوري محمود علي علي
ذات الدلال
""""
إن أقبلت يلقاك منها المبسم
فعبيرها هو للجراح يبلسمُ
وجبينها بدر تكامل قدّه
كمثاله من لوحة لايرسمُ
هي لوحة فنّية قد صاغها
الرسّام قالت للصخور تكلموا
وتفرّدت عمّا سواها وانثنت
أطروحة فيها تغنّى المعجم
قال الفراهيديّ عنها إنّها
بيت تكامل للقصيد يتممم
فاللؤلؤ المنضود طوّق عنقها
والتاج رصّعه العقيق العندمُ
والخصر أهيف والحرير يلفّه
ما عاقه شحٌّ وقلٌّ يسقمُ
ورموشها كسهام قوس صوّبت
من وقعها النيران راحت تضرمُ
تسبي النواظر تسلب الألباب وال
فكر الذي قد هام فيها يغرم
هي غادة دان الجمال لحسنها
إذ راح منها للهلال يتمّمُ
هامت بها الأشعار في زمن الهوى
حتى العوامُ وناسكٌ و معمَّمُ
شدهت عقولا شاهدتها وانثنوا
في حيرة والناس فيها تحلمُ
وتشتت أفكارهم مذ أن رأوا
ذاك الجمال وفي الكلام تلعثموا
حورية حوراء في لحظاتها
فتّانة من رامها لا يسلمٌ
حارت بها الملّاك من لفتاتها
تاهوا بحسن قد بدا وتوهّموا
فتنت مفاتنها البهية عاشقا
ذات الدلال وحار فيها المغرمُ
علّقت قلبي في هواها واغتدى
حبل الهوى من حول عنقي يبرم
منّت عليّ بنظرة وشفيت من
آهٍ تملّكني بموت يحكم
ياحسنها وجمالها وكمالها
إن أشرقت حتى الأسى يتبسّم
محمود علي علي
تعليقات
إرسال تعليق