هذا الرحيلُ .قصيدة للشاعرة رفا الأشعل من تونس

 هذا الرّحيلُ ..


أبكي بدمعٍ وما سحّتْ بهِ مقلُ

ولمْ يَفِضْ عندَ توديعي لمن رحلوا


الصّبر يتركني .. والدّمعُ يرْبكُني

يحتارُ بينَ جفوني ليسَ ينهملُ


يشقى فؤادي فَهَلْ يقوى على جلدٍ

والرّوحُ تاهتْ وفيها الحزنُ يعتملُ


أينَ التصبّرُ  .. ما للقلبِ ضيّعَهُ

والنّار فيه وفي الأحشاءِ تشتَعِلُ


يا نازحينَ وهمْ في القلبِ قَدْ سكنوا 

هذا الرّحيل لعمري حادثٌ جَلَلُ


مادت بِنَا الأرضُ والأجواءُ موحشةٌ

والأفقُ غَامَ غَزَاهُ الهمّ والملَلُ


يقسو الزّمانُ لقدْ أمسى يروّعُنَا

مِنْ كلّ صوْبَ سهامٌ منهُ تنسجلُ


يخفي هواكمْ فؤادٌ شفّهُ سقمٌ

فهوَ الحزينُ صفاتُ السّعدِ ينتَحِلُ


وكيفَ يصبرُ قلبٌ هدّهُ شجنٌ

وكيفَ يكتمُ ما باحتْ بهِ المقلُ


مولايَ في القربِ منكمْ غربتي وطنٌ

وبين أهلي غريبٌ  حينَ  ترتحلوا 


لا شيء يسعفني والقهرُ يتلفني 

ينزّ جرحٌ بقلبي ليسَ يندملُ


يا مِنْ رحلتمْ وآمالي تقرّبُكم

وتاركينَ خيالاً ليسَ يرتحلُ


فالطّيفُ في خاطري أمسى يلازمني

ويشعلُ الوجد في قلبي فيشتعلُ 


عيشي سرابٌ ودهري غابَ زخرفهُ

كمْ قَدْ تعبتُ وقلبي ليسّ يحتملُ


بيني وبينك حدٌّ لستُ أدركهُ 

قطعتُ نحوك أميالا ولا أصلُ 


يا طيرُ هِبْني جناحًا منك يحملني

إلى الّذي غابَ عنّي ليسَ يتّصِلُ 


دعني بصوتكّ أشْدُو عذبَ أغنيةٍ 

إليهِ تحمل شَوْقًا .. علّهُ يصلُ


لنْ ييأسَ القلبُ مهما الدّهرُ فرّقنا

حسبُ المتيّم أنْ يحدو بهِ الأملُ


سنستعيدُ ليالينا الّتي سلفتْ

فيمَ الأسى لهمومٍ سوفَ تنتقلُ


متى التقينا وعادَ الحبّ يجمعنا

دان الزّمانُ لنا والغمّ يرتحلُ


               رفا الأشعل (تونس )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن