ضائعُ السَّعدِ ..نص للشاعر السوري حسن علي مرعي
.... ضَائِعُ السَّعدِ ....
أنا لا أدَّعِي أنِّي قتَلْتُ الغُولَ في دَربِيْ إلى بابِ قَصرِ الوردِ شُبَّاكِ الخَجَلْ
أنا لا أدَّعي أنّي اقْتَبسْتُ الشِّعرَ منْ أثَرِ الرَّسولِ ..
... وكانَ مُغادِراً عَيْنَيْكِ واستَلْهمْتُ ورداءَ الشَّكَلْ
حتَّى أُداويْ بعضَ قُرّائيْ بِرَمشِكِ السَّكرانِ مِنْ خَمرِ المُقَلْ
أنا ماجَدَّلْتُ شَعَرَكِ إلّا بالنِّهاياتِ الجَّميلةِ للجُمَلْ
وما تَشَبَّثْتُ عُيُوناً بالجَّدائِلِ
والخَمائِلِ والخُصَلْ
حتّى وأوصَلَني الطَّريقُ إلى ما لم يُقَلْ
واستَنْفَرَ الياقوتُ تحتَ البحرِ ..وارتاعَ الحَجَلْ
كُلُّ ما سَوَّيْتُهُ أنّني نقَّطّتُ أحرُفَكِ الجَّميلةَ بالقُبَلْ
وكَتبْتُ ألوانَ انبِعاثِكِ مِنْ شِفاهيَ بالعَسَلْ
وما تَوَحَّدتُّ ارتاحالاً في بُحُورِ الشِّعرِ واجتَزْتُ الجَّزائرَ والدُّولْ
إلّا لأكتشِفَ الّذي ما قالهُ الشُّعراءُ في خَدَّيْكِ عنْ وحيِ الطَّلَلْ
وأنا الَّذي أصِفُ الجَّمالَ بِشَاعِرٍ في كُلِّ راقِصَةِ الكَفَلْ
فعَلى الجَّبينِ يَتيمَةٌ تُتْلى ..وعُكاظُ مِا بينَ الحواجِبِ
ثُمَّ في الوادي المُقَدَّسِ ..حَيثُ لا ينجو بعَبْقَرَ إلّا شاعِرٌ لَبِقٌ ويَغرقُ مَنْ نَزَلْ
أبكيْ لِدامِعةِ الحُروفِ تَوجُّعاً وأُجَنُّ في شِعرِ الغَزَلْ
وأرى القَصَائدَ مثلَ حَبِّ التَّمرِ مُخْتِلِفَ المَذاقِ ولستُ أسأَلُ مَنْ أكَلْ
عِشْتُ الحَياةَ مُحاوِلاً خَلْقَ الجَّميلِ منَ الكَلامِ ..ولم أزلْ
وأنا ما قُلْتُ :إنِّيْ قد أنامُ اللَّيلَ عنْ شَوارِدِها والخَلْقُ مِنْها في جَدَلْ
وأنا الّذي ضَيَّعتُ سَعديَ في الطَّريقِ وكُنْتُ أبحثُ عَنْ أمَلْ
ما كُنتُ أشكو الدَّهرَ مُجتَرِئاً على قلبيْ.. ويَفعَلُ ما فَعَلْ
شاءَتْنيْ مَزرَعَةُ الخُيولِ أَمِيرَها ..وما رَكِبْتُ سِوى جَمَلْ
ما كانَ مِنْ رَمَدٍ بعيْنيْ ..
ولكِنَّ للهِ ابتلاءً قَدْرَ مَعرِفَةِ الجَّلَلْ
وطَرقْتُ بَابَ الحَظِّ ثانيةً فَلَعلَّها..
وما تبدَّلَ إلّا السَّرجُ .. يابِئْسَ البَدَلْ
تلكَ الحياةُ كما رأى جُبْرانُ واستَوصَى عَلِيٌّ والفلاسِفَةُ الأُوَلْ
إنْ يسرِقِ الشُّعراءُ شِعريَ كُلَّهُ ..سيظلُّ بَيْتُ الشَّمسِ في بُرجِ الطَّفَلْ
ليقولَ للآتينَ : إنَّ قصيدتيْ في عِزَّةِ المَعنَى كَأرمَلَةِ البَطَلْ
وأحبُّكُمْ في الأقربِينَ مَوَدَّةً ..وأَوُدُّكمْ في الأبعدِينَ ..على زُحَلْ
وأظَلُّ رَغْمَ نِفاقِكُمْ وعَواصِفِ الأيّامِ ..سَاريَةَ الجَّبَلْ
فأنا الكريمُ إذا تواضعَ والشُّجاعُ إذا استُغِيثَ ..
ولكَ السُّؤالُ ...ولا تَسَلْ .
الشاعر حسن علي المرعي
الطَّفَلُ : الصُّبحُ
الجَّلَلُ : اللهُ
الشاعر حسن علي المرعي
تعليقات
إرسال تعليق