الهجر أفضل ..قصيدة للشاعر السوري محمد عبد اللطيف الحريري
قال الشنفري:
أَقيموا بَني أُمّي صُدورَ مَطِيَّكُم
فَإِنّي إِلى قَومٍ سِواكُم لأمْيَلُ
..................الهجر أفضلُ ................
و حلمٌ تراءَى ليته يتحوّلُ
فحلمٌ و نفسٌ يا لها كم تسوّلُ
....... ........ ......
بلادي، بني عرْبٍ: فإنّي مهاجرٌ
و إنّي إلى غرب السموم لأميلُ
و إن كان موجُ البحرِ فيه منيَّتي
شددْت رحالي لا أبالي فأرحلُ
فنازحُ إذ لقّبْتُ لست معارضًا
فلا بأس عن هذا و لست أسائلُ
و إن تبْتَئِسْ بالهجر أمّي فقل لها
بلادي فإنّي كل وقتٍ سأخذلُ
بلادي و فيها الياسمين صار لونه
سواداً يضاهي ظلمةَ الليلِ يُذهلُ
فهذي حروب البين يصحبها الأذى
الى الغربةِ الحمقاءَ و الهجرُ أفضلُ
بلادي و قتلُ النفسِ كم يستفزَّني
فلم يبقَ عندي مَن فؤاديَ يُثْكِلُ
و دمعُ عيوني جفّ يسألني:متى
رحيل المآسي عن بلادي. تَخَيُّلوا !
بلادي و إرهابٌ يسود شعابَها
فداهم في أرضي بها الشرَّ يأكلُ
فذاك غرابٌ إذ يواري شقيقه
و ذا مسلمٌ بالجثّة السوءَ يفعلُ
أيا راكبينَ البحرَ هيّا توقّفوا
بلادي بزوغُ الفجرِ بات يؤجّلُ
خذوني غريقاً وليكنْ ما يكنْ فإذ
غرقت، نجاتي من همومٍ تزلزلُ
و إن لم أمت جاءت منيَّةُ حالمٍ
إلى عمق بحرِ الظلمِ و همّي يثقلُ
محمد عبد اللطيف الحريري
تعليقات
إرسال تعليق