خنجر صوتك ..نص نثري للكاتبة السورية ثراء الجدي
.. خنجرِ صوتِكَ ..
أكملْ ..
غرزَ خنجرِ صوتِكَ
ِلتكتملَ بالأناشيد
قدسيّةُ جرحي
وترتاحَ بالغناءِ أصابعُكَ المتوهّجةُ بالنّارِ
فالعاشقةُ أحياها بوحُكَ القدسيُّ
ونديمُها تاهَ في قفارِ أوتارِ مهجتِهِ
والهوى يسيرُ خلفَهُ فراداً
فَلْتكملِ الغناءَ يا صديقُ
فالّليلُ مسيرُهُ طويلٌ
والحبُّ روايةٌ لا نهايةَ لها
حدُّ الثّمالةِ والجنون
هو يراعُكَ يرسمُ الّلونَ
حذاري ..
أن يسيلَ خارجَ الورقةِ
فتعالَ لأكملَ أوجاعَ أصابعِكَ في يراعي
تحييها من روحِ مومياءٍ محنّطةٍ
لأتنشّقَ نسائمَ ولهِكَ في عصبي
بسجنِ الأمنيات
وفي زمنِ المقدراتِ العجيبةِ
على شرفةِ صوتِ صباحاتِكَ
تبغٌ وقهوةٌ وشوقٌ
يتكاثرُ على جلدي
مثلُكَ أنا ..
متيّمةٌ منذ الّلحظةِ الأولى
لأبني لك قصوراً من عاجٍ وزمرّدِ الأملِ
وأحيي دفقَ نبضِ الّلحظة
فمنذ أن تقرّحَتْ أصابعي خلفَ القصيدةِ
ابتدأتْ بكَ الرّوايةُ يا رفيق
فطوبى لعينيك
وهي تعزفُ على أوتارِ عصبِ نبضي المفتونِ
لأتجرّعَ الحبَّ ..
سطراً وقافيةً وبيتَ قصيدٍ
فسبابةُ العمرِ لا ترحمُ
والأرضُ عشعشَتْ فيها أشواكُ الفرقةِ
ومدَّتْ منْ جذورِها
براثنَ الضجرِ وأنيابَ غربة
ومن أحداقِ التّناهيدِ
تتلوكَ القصائدَُ
صلاةَ استغاثةِ الهوى
فكم تمنّيْتُ أن لا أشهرَ رايتي البيضاءَ أمامَ عينيكَ يومَ فارقتني
دونَ نظرٍ
ودون ردٍّ ودونَ خبرٍ
فكلّما انحنيْتُ أمامَ طيفِكَ يتبعُني ظلُّكَ الغائبُ عنّي خلفَ ستارِ الأمنياتِ الغارقةِ بنشوةِ الشّوقِ المنتظرِ
لينبحَ صوتُ السّرِّ
يومَ أتيْتُ إليهِ اشكوهُ سرَّ الهجرِ الطّويلِ
فيوماً ما ..
ستأتي إليَّ محمَّلاً بالعطرِ والخمائلِ
وتعودُ إليكَ روحي مطهمةً بنسغِ البشائرِ .
(خربشاتي)10\6\2023
بقلمي/ ثراء الجدي
تعليقات
إرسال تعليق