واحة الغزلان ..قصيدة للشاعر السوري سليم عبد الله بابللي

 ((واحة الغزلان))

من البحر الكامل

✍️:سليم بابللي


حَسَنُ الطّوالِعِ في الغَرامِ رماني

فاشتدّ بأسي و استعدتُ زماني


واخضرَّ عودي بالورودِ و أينعت

أرضُ المفاتِنِ واحةَ الغزلانِ


لأنالَ عندَ ضِفافِها ما أشتهي

من عذب قولٍ و ارتشافِ معان


فأرى الأماكنَ تنتقي أَنسامَها

و أرى السواقي أقبلت بتفاني


والزّهرُ ينمو عندَ أطيافِ الرُّؤى

و النّهرُ من فيضِ الزِّحامِ يعاني


آهي تَمَرَّدَ في فؤادي و انبرى

و أتى نسيماً جَفنَةَ الأفنانِ


زاحَ السِّتارَ فبانَ وجهُ غزالتي

بدرإً يُحاكي البدرَ حينَ قِرانِ


من مُقلتيها أغدقت بجواهرٍ

نحو الورودِ لتلتقي بِجُمانِ


فَتَطَوَّعَ العصفورُ فورَ وصولِها

واشٍ لها عن صبوتي و جناني


عن إسمِها المقرونُ في كُلِّ المُنى

عن رغبتي في ضَمِّها و حناني


و أفاضَ شَرحاً أنَّها في خاطري

عِشقٌ فريدّ ما لَهُ من ثان


سَكَنَ الفؤادَ و هامهُ في نظرةٍ

مَلَأتْ عليَّ صَبابتي و كياني


حتى غدا عُرفاً لأوساطِ الورى

و حديثُ أهلَ العشقِ و الفتيانِ


عن ظبيةٍ قلبت موازينَ الهوى

و عصيَّةً أبداً على النسيانِ


أقطارُها عرضُ الزمانِ و عطرُه

و رفيقةُ الأذواقِ و الوجدانِ


هيَ أصدقُ الأحضانِ في وقتِ المِحَن

بل ما تتوقُ النفسُ للأحضانِ


فيها المباسِمُ تنتشي بِعُذوبَةٍ

هيَ غُرَّةُ الأفياءِ و الأوطانِ


لونُ التفاؤلِ يزدهي بِرُبوعِها

أمَلاً يُتَوِّجُ روعةَ الألوانِ


حتى السرابُ بِعينِ من يرتادُها

عينَ الحقيقةِ لمسةَ العُيّانِ


و سحائبُ الأشواقِ تكوي أضلُعاً

إذ فاقَ عِشقُ الوصلِ كُلَّ أوانِ


في العشقِ قادت صبوتي و صبابتي

و تميدنت في الزَّودِ رأسَ حِصاني


نفسي تُطاوعُ ردعَها عندَ الهوى

إلا هواها لا تُطيقُ عِناني


ترقى و تسمو فوقَ أطيافِ العُلا

نحوَ الإِحاطةِ فوقَ كُلِّ عَنانِ


و إذا روى عن نعتِها مُتَحَدِّثٌ

خِلتُ المُكَلّفَ بالكلامِ عَناني


لأدُلَّهُ كيفَ الوصولَ سبيلَها

لكنَّ ما بَزغَ الرّشادُ عفاني


إذ لا يَضلُّ القاصدون طريقها

سِربُ المحاسِنِ وُجهةَ العنوانِ


سليم عبدالله بابللي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن