مرايا ...قصيدة للشاعر السوري حاكم عماد الدين اليونس
(مرايا)
كُلّ الطُيورِ تلفّحتْ بإزارِ
و تَطلّعتْ للضَّوء في الأسحارِ
فَترى الصُّقورَ إلى السَّماءِ مَسارُها
و تَصيدُ دُرّاً كامِناً بِمَحارِ
و ضَعيفُ ذي الجُّنحين غَرَّدَ لاهياً
في المُغرَياتِ مُمَثّلاً بِكنارِ
و النَّفسُ تَعبَثُ إن رأتْ عَقلاً كَبا
تَعلو و تَهبِطُ دونَ أيّ قَرارِ
تَلهو مَدى الأَيّامِ دونَ درايةٍ
و تَرى الحياةَ طَويلةَ المِضمارِ
هيَ لَن تَكونَ قَويمةً إلّا إذا
اتّكأتْ على مَنظومةِ الأفكارِ
جُلُّ الّذينَ عَرَفتُهم أنكرتُهم
لَمّا استجابوا للهَوى الغَدّارِ
فتجلببت بسرابِهم أعذارُهم
و هَووا لِقاعِ الإِفكِ و الأوزارِ
لكنني و النّفس تَحفظُ ماءها
أجري و أعلَم دَورةَ البيكارِ
مَثَلي المرايا العاكِسات صَقيلُها
لا القُبحَ أخفى ولا الجمالَ يواري
فَتراهُ للعُقلاء أكبَرَ واعِظٍ
إذ يَدفعُ الأخطارَ بالإنذارِ
نَفسي و عَقلي تَوأمانِ لأنني
أسرَيتُ نَفسي في خُطوطِ مداري
فَتَعلمت هَوناً طَريقَ نَجاتِها
و تَعلّقتْ بِلطائفِ الأنوارِ
فَسَعِدتُ في فَقرٍ جَميلٍ ناصِعٍ
و شَقيتُ لو كانَ الثّراءُ ثِماري
فالماءُ يُعطي للزُّهورِ بَريقها
و النارُ تورِثُ لَوثةَ الشَّحارِ
بقلمي حاكم عماد الدين اليونس
حمص المخرم الفوقاني.. الأسعدية.
تعليقات
إرسال تعليق