أنا دمعٌ بعينيكِ ..قصيدة للشاعر السوري ياسين عزيز حمود

 أنا دمعٌ بعينيكِ

دعيني هائمَ الأشواق  مَلهوفاً بِلا أملٍ

دعيني أنسجُ الأحلامَ في عينَيكِ أُغنيةً

ليُروى الروضُ مِنْ يَنبوعِ أشواقي

لأبقى عاشِقاً , هَيمانَ مفتوناً

خُذيني بينَ عينَيكِ

إلى وادٍ عرفْناهُ

إلى كوخِ ألفْناهُ

إلى وطنٍ سكنّاهُ

إلى عينَيكِ يا وطني !

و يا ذِكرى!

إذا هبَّتْ نسائمُها

على المُشتاقِ تلفحُهُ

بعيدَ الأهلِ والوطنِ

غريبَ الرُّوحِ والبدَنِ

أيا روضاً مِنَ الأحلامِ والشّوقِ

وآفاقٌ مِنَ الأنداءِ والعبَقِ

وآمادٌ مِنَ الإيحاءِ والألقِ

أنا دمعٌ بعيَنيكِ

أنا نبعٌ بواديكِ

وحقلُ زنابِقٍ وَسْنى

أنا لحنٌ جريحُ الآهِ والوَترِ

أنا نايٌ ومِزمارٌ على شفةٍ ربيعيّهْ

وأنتِ نضارةُ الأيكِ

ونَرْجِسةٌ برابيةٍ

وعندلَةٌ  بساقيةٍ

وَوَشوَشةٌ  لعصفورٍ

يُغازلُ زهرةَ الرُّمانِ

في وجدٍ وفي سكَرِ

وقبلَ تفتُّحِ الأزهارِ كانَ الفجرُ مأخوذاً

ومَسكوناً بروحِ الشّوقِ في الشّفقِ

فيا أيقونةً في الصدرِ تمنحُني

شعوراً عابقاً بالصدقِ والطهرِ !

تُعذِّبُنيْ وتكويني

فأُغليها عنِ الشكوى , وأُغليها على الألمِ

ويا أصداءَ أجراسٍ مِنَ الماضي تناديني :

تعالَ إليَّ لا ترحلْ

خُذيني بينَ جَفنَيكِ

إلى ينبوعِ  أحلامي

أنا نبعٌ بلا روضٍ فكوني روضَ أشواقي

وظلّي واحَ أنسامي

أنا راعٍ بلا مزمارَ أو غنمِ

بلا ظلٍّ , ولا فنَنٍ

سوى أهدابِ عَينَيكِ

أنا لحنٌ بلا وترٍ فكوني نايَ ألحاني

أنا بَوْحٌ بوادي الظلِّ مَرصودٌ

أنا كُحلٌ بعينَيكِ

أنا خالٌ على آفاقِ خدَّيكِ

أنا غمّازةٌ سمراءُ كالنَّجوى

وكالأحلامِ غامِضة ٌ

أنا قارورةٌ نشوى كأنسامِ الرُّبا هامَتْ

بنهدَيكِ

أنا همسٌ بأيكِ عيونِكِ السوداءِ , يا سهري!

فأوّاهٍ من َ السّفرِ

بلا إلفٍ , ولا زادٍ

بلا قمرٍ , بلا ماءٍ ولا شجرِ

أنا بحرٌ بلا شطِّ

فكوني شطَّ أحلامي

وقافلةٌ بلا عنوانَ أو واحٍ

سوى أشجارِ واديكِ

دعيني نسمةً وَسْنى

تسافرُ دونما عنوانَ , أو وطنِ..

دعي الذِّكرى تُعانقُني

فما أخشاهُ أنْ نبقى بلا ذكرى

وأن نرحَلْ بلا كَفنٍ

فهذا الموتُ لا يرحمْ  بلا قلبٍ

فظلّي أنتِ أغنيتي

لكيلا ترحلَ الذّكرى

وما أقساها أن ْ ترحلْ !

دعي شفتيْ تلمُّ الدّمعَ عنْ شفتَيكِ يا ألمي

دعي عيني َّ في عينَيكِ ساهمةً

دعي عينَيكِ في عينيَّ تجرحْني

دعي عينَيكِ تلفحْني بنارِ الوعدِ والأملِ

دعينيَ هائماً ثَمِلاً  أُهامسْ ليلَ عينَيكِ

وبينَ الرّمشِ , والرِّمشِ

كهمسِ الحلمِ في الوَسنِ

كذكرى النّبعِ للغصنِ

كشوقِ الشّعرِ للحُسنِ

كعشقِ النَّاي للَّحنِ

أيا طهرَ الهوى أنْتِ!

دعيني دمعةً حَيرى بلا أمل ِ

على أهدابِ سوسنةٍ

بحضنِ الدّافئِ الأيكِ

بليلكِ شعرِكِ الغافي

على آفاقِ أشواقي

أيا تحنانَ أحلامي !

أيا لُغزاً بأوهامي

دعينيَ نغمةً حَيرى

وهمساً في أغانيكِ

دعينيَ نسمةً عذراءَ في فننٍ

وأغنيةً مُهاجرةً إلى وطني

أيا وطني! دمشق 9/7/2011

من ديواني آهة على ضفاف الجراح دار بعل دمشق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن