الزوراء .قصيدة للشاعر السوري سليم عبد الله بابللي

 من الكامل

بقلمي

سليم بابللي


            { الزوراء }


هَوَسُ الجوارحِ بالغرام تَفَرَّدَ

والقلبُ من فرطِ الهيامِ تَبَغْدَدَ


بينَ الخمائِلِ و الجنائِنِ غِبطَةً

و الطّيرُ في لُغةِ المحاسِنِ غَرَّدَ


أسطورةٌ نسجَ الزمانُ ربيعَها

فاختالَ في أفيائها و تَجَمَّدَ


و دَعا الجمالَ لأَرضِها فَتَنَوَّعت

أطيافُ أشكالِ الهوى و تَعَدَّدَ


بغدادُ يا ألقَ البلادِ و عِزَّها

في وَحيِها نبضُ الفُراتِ تَوَحَّدَ


مِنْ حُسنها مُتَألِّقٌ، من عَزمِها

مُتَدَفّقٌ، في هِمَّةٍ كي يزدَدَ


مِنْ فَجرِها سَطَعَ البيانُ بِسِحرهِ

كَشَحَ الظَّلامَ فأشرقت و تَمدَّدَ


بُعِثَتْ بِليلٍ للمدائِنِ دُرَّةً

في دَربِها قيسَ العُلا و تَحَدَّدَ


وإلى مراتِبَ سقْفُها لا ينتهي

يبقى فخوراً أنَّهُ فيها ابتدا


فالدَّهرُ حينَ اختارَها لم يرتَجِلْ

عَرفَ الرِّيادةَ للورى مَنْ أَسنَدَ


كالشّمسِ عِندَ طُلوعِها يبدو بِها

ألقُ الشبابِ على الدَّوامِ مُجَدَّدَ


في جيدِها نَصَبَ الجمالُ عُروشَهُ

فَتَفرَّدَت بِصِفاتِه و تَفَرَّدَ


عِقداً يُقَدِّمُ للمآثِرِ صيغَةً

تبقى لنا ذُخراً على الدَّربِ هُدى


فالنَّخلُ صاغَ شموخَهُ مِنْ طَبعِها

و السِّحرُ في دَعَةِ النَّسيمِ تَجَسَّدَ


وَصَلَ الضّياءُ بِشَرعِها و شِراعِها

فوقَ السَّحابِ و بَعدَ ما بَعدَ المدى


سَتَظَلُّ شامِخةً إلى عَليائِها

ما أعتدَ الطُّغيانُ غِلّاً و اعتدى


طالَ الظّلامُ فأيقظينا و ارفعي

صوتَ الأذانِ فحانَ أن نَتَعَبَّدَ


سليم عبدالله بابللي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن