حكم الذكورة ..قصيدة للشاعر السوري أحمد طاطو
حكم الذكورة
هذي أنا ولسان حالِ قبيلتي
عادات قومٍ من عصورٍغابِرهْ
الحبُّ في عُرْفِ القبيلة تُهمةٌ
من خالفتْ عُرْفَ القبيلة فاجِرهْ؟
حُكم الذكورةِ راسخٌ في نهجها
قرقوش يحكمُ أو سيوفُ أباطِرهْ
منذ الولادة قرّروا إخضاعنا
فاستعبدتنا ثلّة متآمِرهْ
وترى الجميع وقد أحلّوا سبينا
يهبوننا مثل النعاج النازِرهْ
بتعانقٍ وتصافحٍ قد وثّقوا
تلك الوعود على صُكوكِ سماسِرهْ
فَنُباع في سوق الإناث ونُشترى
أيقامرونَ على فتاة قاصِرهْ؟
ويح الشهامة كيف تحمي فكرهم
تقف العقول على الجَرائِر حائِرهْ
أَهيَ الحياة استأثرتْ بطِباعهمْ
حتى غَدوا مثل الصحاري القافِرهْ؟
إن النساء وراء كل بَسالةٍ
أرْضَعْنَنا بأسَ الأُسود الكاسِرهْ
في السلم هنّ سعادةّ ومسرّةٌ
في الحرب هنّ حليفةٌ ومناصِرهْ
هنَّ الصباح وهنَّ أُنسُ ديارنا
ما طابَ ليلٌ ليس فيه مسامِرهْ
لا فرق بين ذكورةٍ وأنوثةٍ
كمْ من إناثٍ قد بَنَينَ الحاضِرهْ
أمٌّ وأختٌ أو شريكةُ خافقٍ
هل ترتضيها في حياتك صاغِرهْ؟
وسُلافة العمر الجميل بُنَيّةٌ
فدعوا الخيار لقلبها والباصِرهْ
لا تُكرِهوها لن تكون فضيحة
إن عارضتْ حتى تُسمّى عاهِرهْ
واستوعِبوها إنْ تَهَكَّم وجهها
لا تحسبوها طعنة في الخاصِرهْ
لا شَرْعَ في دين الإله يعيبها
إنْ ساومتْ تَدْعونها بالكافِرهْ
لا تخمروا بدنانِ حُكمٍ جائرٍ
وهي الحَبيسةُ للدموع مُعاقِرهْ
أين الضمائر والحميّة سادتي؟
أَوَتعبثونَ بطفلةٍ في العاشِرهْ؟
لا تبطِشوا فالعدل أن تَتراحموا
واستذكِروا قرآننا والآخِرهْ
يا قوم ثوروا بدّلوا أحوالكمْ
عاداتنا هَدَمَتْ بيوتاً عامِرهْ
لن تنعموا بتجارةٍ في ظلّها
عاداتنا أضحتْ بضائِعَ بائِرهْ
ساداتُ حُمقٍ لن نخاطِبَ جهلكم
لن تفقهوا حتى تدور الدائِرهْ
أحمد طاطو
تعليقات
إرسال تعليق