طرطوسية ..قصيدة للشاعر السوري حسن علي المرعي
. . . طَـرطُـوسِيَّـةْ . . .
عـلى طَرطوسَ ألـقَـيْـتُ الـسَّلامـا
ومـا زالــتْ زَنـابِـقُـهـا نِـيـامـا
يَـغُـطُّ الـفُـلُّ فـي حُـلُـمٍ جـمـيـلٍ
عـلى لَـمـياءَ يُـوسِـــعُـها ضِـرامـا
يُـحَـلِّـلُ كُـلَّ مـا تَـحـتَ الـثُّـريَّـا
ويَـفـتـحُ بـابَ جَـنَّـتِـهـا حَـرامـا
إلـى أنْ يُـصـبِـحَ الـرُّمّـانُ كـأسًا
و حَـبُّ الـتُّـوتِ مِـنْ وجَـعٍ مُـدامـا
سِـوى جُـورِيَّـةٍ ضَـحِـكَـتْ ورَدَّتْ
ومـا أحـلـى مِـنَ الـرَّدِ ابـتِــــسامـا
وحَـرَّكَـتِ الـسَّــتائـرَ لـيـتَ أنِّـي
بِـشـارَةُ فِـطْـرِهـا والكُلُّ صـامـا
وبـانَ اللُّـؤلُـؤُ الـمـنْـثورُ عِـقْـدًا
وســالَ الـرَّيِّـقُ الـمخْـتـومُ عـامـا
وفَـتّـحَ مـا عـلـى الـشُّــبّـاكِ وَردٌ
وشـاركَ وردَ مَـبْسـمِـهـا اسـتِلامـا
وهـاجَ الـبـحرُ أمـواجًـا لِـئـامًـا
لِـيُـغْـرِقَ مـا عـلى الـشُّـبّـاكِ حـامـا
ولمْ يَـمنَعْ جـمـيلُ الـصَّـدرِ ظَـبْـيًا
ومـا أرخـى عـلى الـبَـدرِ اللِّـثـامـا
ولـمْ تـأْبَـهْ لِـمـا فـي الـبحـرِ غِـلٌّ
على الحِـمْـصِيِّ هَـيَّـجَـها كَـلامـا
وحامَـتْ حَـدَّ أنْ رَقـصَتْ سماحا
وطـارَ جَـناحُ رَغْـبَـتِـها اغـتِـلامـا
وغَـلَّـتْ بِالـهـوى أو غَـلَّ فـيـهـا
أمِ الـطَّـيْـرانِ بـاللِّـذّاتِ غـامـا ؟
فـلا أدري ومـا كـانـتْ عُـيـونـي
تَـرى ثَـوبَـيـنِ فوقَ الـثَّلجِ هـامـا
ولا كـأسَـينِ مُـنْـفَـتِحَـيـنِ قَـلْـبًا
على صَـفْصـافـةٍ سـكِـرَتْ تـمـامـا
سِـوى جـامٍ ورُوحي في وِشـاحٍ
تَـوسَّـدَ بَـعـضُـهُـمْ بَعـضًا ونـاما
الـشّاعـر حسـن عـلي المـرعي
تعليقات
إرسال تعليق