يامن قصدت..قصيدة للشاعر السوري د.زعل الغزالي
إلى صديقي الدكتور شوقي الراشد
يا من قصدتَ ابنَ الكرامِ الشّادي
شوقيُّ فيضُ محبّةٍ وودادِ
والقومُ أنتَ دليلهم وعميدُهم
تتقدَّمُ الخطواتِ أنتَ الهادي
أنتَ الذي ملأ الجَنانَ حبوره
أنت العبيرُ لخافقي وفؤادي
يا ابنَ الكرامِ وللرّجالِ مكانةٌ
ما كلُّ من لبسَ العُبيْ بجوادِ
وافٍ ومحبوبٌ وربّانُ النَّدى
رأسُ التُّقى والفضلِ والأجوادِ
يا راشدٌ يا صادحٌ في روضنا
والكلُّ باتَ مردِّداً إنشادي
ويجلّلُ الصَّوت الشَّجيّ مصدَّعاً
حتَّى غدا كالطَّيرِ في الحَمَّادِ
من لاذَ مِن شرِّ الأنام بأحمدٍ
سيقيه من شرّ الورى والعادي
إحسانهُ عمَّ العبادَ تفضّلا
فأعذني ربّي من أذى الحسّادِ
فمطامحُ النّشء الكريم مسيرةٌ
يسمو بها ذو مشعلٍ وقَّادِ
وينالُ فيها من يكونُ جدارةً
والرَّكبُ فيها حادَ عن إلحادِ
يا راشدٌ هذي بلادي نالها
في كلِّ بيتٍ مأتمٌ لحدادِ
والحزنُ غطّى شيبها وشبابها
وبكت له الأجفانُ بالأصفادِ
وغدا يحرّقُ قلبنا وجفوننا
حتَّى رمى أيَّامَنا بسوادِ
عصفَت رياحُ السّوءِ في بستاننا
وغدا بروضٍ أدمعي ورمادي
لكنّني في نبضِ قلبي أخضر
ألا يعودَ لأرضنا حسَّادي
والشّمسُ تُشرقُ في ربيعٍ دائمٍ
وصدى البلابلِ يحدو بالرُّوَّادِ
حتَّى يعودَ الكلُّ يزرعُ أرضهُ
يسقيها ممّا عائم في الوادي
وحروفُ شعرٍ نُظِّمت في مطلعي
من دمعِ عيني حبرُها ومدادي
يا ربِّ وفّق نشأنا في سعيهِ
حتّى يكونَ الفوزُ خيرَ حصادِ
في أمَّةٍ تسعى لمجدٍ شامخٍ
وتفيقُ ممّا نالها برقادِ
ما ضرّنا إلا خمولٌ صابنا
لمّا تركنا صهوةَ الأجيادِ
وتركنا قرآنا يشعُّ منارةً
فيه النّجاةُ ورحمةٌ لعبادِ
قرآننا في اللوح محفوظٌ له
أنوارُ ربّي في مدى الأبعادِ
يا ربِّ يارحمنُ من رفعَ السَّما
ولكَ الدُّعاءُ مُطابقاً لمُرداي
أن تحفظَ الأوطانَ أسواراً لنا
ويكون قبري شاهداً ببلادي
بقلمي د.زعل طلب الغزالي
تعليقات
إرسال تعليق