ذكريات تلميذة ..قصيدة للشاعر محمد أمين بن علي .من تونس /قصر هلال/
#ذكريات_تلميذة
بيتي..و ما قرأ العصفور..كان هنا
من قبل أن يلج الجنديّ ساحتنا
أرجوحتي..هذيان القلب..جروُ أخي..
و ذكريات.. وهبناها طفولتنا..
لم يكفني الوقت لما جئت أسأله
(بأي ذنب صغير كنت تذبحنا؟؟)
و الطائرات أغارت قرب مدرستي
فلم أجد أحدا في القسم غير"أنا"
مكتوبة فوق لوح الدرس تسألني
' هل أنت وحدك كل الحاضرين هنا؟؟
حاولت أن أفتح الشباك/../أين هو
الشباك؟أين جدار القسم؟/أين أنا؟
رجعت للباب./.أين الباب؟/كيف دخلت
الآن؟/هل كنت أهذي يا ترى حَزَنا؟
هذا الخراب أحقا كان مدرسة؟
مازلت أسأل...صوت الطائرات دنا..
صفّارة القسم (نادت في المدى) فَزَعا
و "سيّدي"../حضن الأشلاء/ إذ حضنا
و ارتجّت الأرض.(.ألقت ثقْلها وَجَفًا)
كأنها( نحو يوم الحشر)تدفعنا
قمنا سراعا من الأجداث في هلع
مبعثرين على الدنيا ...هنا .. و هنا ..
و لم أصدّق ..حمتني جثّة سقطتْ
من الهباء( على صدري) الذي انعجنا
أفقت من أثر الغارات../أدهشني
أني نجوت/..و خفّ القلب و اتّزنا
غادرت (ما كان قبل القصف مدرسة)
أجرّ خلف جراحي ما بدا بَدَنا
و سرت نحو طريق البيت./.ميدعتي
تبكي معي/..و غبار القسم يملأنا
نسيت تحت حطام الصفّ محفظتي
و لمجتي....و صديقاتي...نسيت "جنى"
كانت ترافقني /..تجري /..تسابقني/..
تغيب( ان غبت عن درس) .. و تسعفنا
قد كنت أهذي.... و كان الموت فاكهة
و كان مثل يد قامت لتقطفنا
هرولتُ/أبطأت/عجّلت الخطى/ عبثا ...
و لا طريق.... يؤدي صوب منزلنا ..
مشيت مسرعة/أمي!!!....../يصيح فمي/
و جدت أمي..(مع البيت الذي دُفنا)
لا أم/لا بيت/لا أرجوحة بقيت/
لا جرو ينبح فرحانا/ ليحرسنا
الطائرات تُغير/الأرض مشنقة/
الذكريات ..(صهيل الوقت) في دمنا
حسّ غريب/و أعياد مؤجلة
دبابتان ... و رشّاش لدمعتنا
و الآن(بعد مضيّ العمر) ..أذكرهم
كأنني بعد في قسمي بقرب "جنى"
.....قد صرت أمّا و / ذكرى الطائرات/معي..
لم يُسقط الوقت من /ذكراي/ قصّتنا
يا أيها الجند(إذ تمشون في عمُري)
خذوا المخيّم ... .و الإنسان...و الزمنا
خذوا الأراجيح...حلوى العيد...بيت أبي..
و سحر أيلول...و الأصحاب ..و المدنا
لكن دعوا ولدي /يلهو بدمعته
بعض من الدمع...قد..يعني له وطنا....
محمد أمين بن علي
قصر هلال/تونس
تعليقات
إرسال تعليق