سهام الغدر .نص نثري للكاتبة الأستاذة منى الغجري من سورية

 سهام الغدر


كأن الزَّمن تكالب عليّ وأخذ  يملأ جيوبه رصاصات  ليقنص جوف اضلعي ويغرس أنيابه في حنين روحي  .

كأنه كان يرسم لي لوحات ملأَ بالتَّعاسة والتّقهقر قبل حطّ رجلي على بساط الأرض .

عندما كنت صغيرة كنت أرسم الحياة بألوان زاهية يغلب اللّون الأبيض أعلى صفحاتها ،أُزخرفها بالحبّ بالجمال الروحي بالصفاء القلبي  أُعطيها روحاً عالية  تعلو فوق صفحة السَّحاب الكوني 

وأختم  نهايتها بشلال ماء عذب متدفِّق من ينابيع الطّهارة والعفة الإلهية مجرد النَّظر إليها يرتوي  القلب من عذوبتها قبل الأبدان.


ابتعدت عن كلِّ مايجعل منها متاريساً  تحمل سهاماً وأقواساً غادرة تحارب رغدَ النقاء .

اعتنقت صفة التَّفاؤل والأمل ... سيجتها بزهور الياسمين التي لا تحمل أي نوعٍ من الأشواك .فعطرها كافٍ ليغمسَ الرّوح ويأسرها في وسع العالم الكوني الكبير يتوجه بالعبير الجميل.

هذا ما تخيلته و رسمته بفكري بقلبي وروحي ، ولكن كأنَّ الأمنيات عكست عليها رياح شريرة أتت من شياطين أرضية  أخلت الملعب الوديع من روح الإنسانيِّة  وأخذت الكرة لصالح ملعبها وبدأت ترشق  أهدافها  مصّوبة بالغدر  الملعون    

غدر  مقنع  يزهو  بالبراءة 

 كالوجوه المغطاة بطلاء المكياج المزيف  بعد زوال الغطاء تظهر تعاليمها كم كان الاكتساء متين حين الطَّلاء.

كم سيحتمل ذاك القلب من قوُّة  ؟

وكم سيصبر ليكون قادراً لقيادة سفينة أكبر من سفينة سيدنا نوح عليه السَّلام؟ 

العدُّ التَّنازلي بدا على الأبواب والصّبر فقد أعصابه  شارفَ على الانتهاء .

تماماً كما غنت سيدة الغناء العربي أم ُّ كلثوم. 

((إنِّما للصَّبر حدود))

                           بقلم منى غجري


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن