أضعت مرساتي . قصيدة للشاعر السوري محمود علي علي
مالي ولهوٍ وهذا الشيب يزجرني
والسعد غادرني والموت مرآتي
فحمرة الخد قد ولّت بشاشته
والليل أغطش في عيني بظلمات
واحدودب الظهر والعكّاز متكأي
والسقم كللني والأعظم الآت
والآه تسكن في جوفي وأوردتي
تُضمّخُ الشهد منها بالمرارات
عام مضى كوميض البرق خلّبه
والهمّ أمضغه في اليوم كالقات
غاب الأحبّة عن عينيّ وانكفؤا
وذكرهم حاضر في كلّ أوقاتي
فقدت من كان للأكباد فلذتها
والعين تهمي كمثل الدر دمعاتي
عشر ونيّفها قد زاد أربعة
لا حسّ أسمعه أو مخبر ياتي
سمراء كانت ورمش العين يحفظها
أصابها السهم من قوس المنيّات
ماكنت أحسب أن الموت يسرقها
ربيبة الحسن في عهد الصباوات
تقطّع القلب ضيّ العين غادرني
والدمع يسقي مدى الأيام وجنتاتي
برانيَ الهمّ والأحداث في زمني
أمسي وأصبح والآلام مبراتي
ياربُّ عفوك فالأوهام تعصرني
والبدر ماعاد يسري في فضاءاتي
أساهر النجم والأفلاك أسبرها
وأقطع البيد بحثا فيه عن ذاتي
تطاول الوقت والأيام مسرعة
وغادر الفكر في عمق المتاهات
مخرت فيها بحور السبع مجملة
حتى أضعت بهذا الكون مرساتي
والدهر إن جاد في اليمنى بموهبة
يسراه تسلب ماأعطاه بالذات
محمود علي علي
تعليقات
إرسال تعليق