ألم الفراق .. قصيدة للشاعر السوري محمود علي علي
ألم الفراق
""""
ألمٌ ألمّ بكاهلي فبراني
وتكاثرت من بعدها أحزاني
لمّا أحلَّ بذا الفؤاد توهّجت
من هول وقعه وهجها نيراني
عينايَ قرّت في الحياة هُنيهةً
فحسبتها خطرت كمرّ ثوان
ما كنت أحسب أن يباغتنا النوى
أو رؤية المكتوب في فنجاني
حلّت عليّ مصائب الدهر الذي
أرخى ذوائب ثقلها بجناني
فاهتزّ عرش قصائدي وتبعثرت
من هوله الكلمات في البلدان
ألم الفراق أشدّ وقعاً إنه
كالسيف يفتك نصله ببناني
وأنا المفارق فلذة الكبد التي
ربّيتها حتّى انتشت بتفان
رحلت وعيني أغمضت لفراقها
لا لم ترَ من بعدها من ثان
رقّت لحالي عبرة حرّى وقد
سالت على الخدّين كالسيلان
والليل أضحى حالكاً
وكأنني
في مهمه للبيد والقيعان
عشر ونيّف قد مضت تضني ولا
خبر أتى من حادي الأضعان
أوّاه من وقع الخطوب فإنّها
تودي بصاحبها إلى الخسران
كالأفعوان إذا سطت تردي ولا
من بلسم أو رقية ترقاني
ليل تطاول كالسنين عديده
والنار في الأحشاء كالبركان
فرص السعادة في الحياة قليلة
فاحرص عليها إن أتت بزمان
عام مضى بالحادثات وهولها
وتتالت الأيام بالتهتان
وفقدت نجليَ عهد ريعان الصبا
قد شاكل الأبطال في الميدان
فأصابه سهم المنون بنبلة
وكأنني والموت كالصنوان
رحماك ربُّ هبنيَ الصبر الذي
قد حازه يعقوب بالإيمان
والحمد لله العليّ بذاته
أعطى وقدّر خالق الأكوان
محمود علي علي
تعليقات
إرسال تعليق