حكاية نهر ..نص نثري للكاتب السوري غسان أبو شقير
حكاية نهر..
هذا النهر حصان جامح يهذي ..
يسرد الحكايا في عرى المساء
يمر على حانات السهاد.
.يعود مخمور الرأس ثمل نشوان
منتشيا من رائحة النبيذ
يتلكأ على ارصفة التشرد
من غير حذاء ...
ومن غير قناع يعبر ..
.مهاجرا من غير عنوان
و من غير تذكرة
يسافر بلا حقائب في أسواق غربتة .
يعصره الحنين..
متعثر الخطى لا تقتفى أثاره على الطريق
يمضي بين حفنات التراب
تلاشت أقدامه ..
وغاصت بأوحال الطريق..
متعب ....انهكته مسافات المسير
في اقنية الرحيل تبعثر الماء
غار في ضحل السواقي
تبخر في أقبية الآنين
على ضفاف الجدول تخربش عناكب الأمال
تنسكب سواجم الدموع
تنزف عبرات الأحزان
تصطف طوابير الذكريات
فوق ارتال المواويل
تلووح بالمناديل...
ترتل الأناجيل..
قداس جنائزي عند مائدة الأموات...
وترحل أصناف الملائكة مودعين
وتنطفئ
القناديل
سنين عجاف.. من ذؤابة الفجر تدلت
قصمت جديلة النهار
واسقطت من الجناح
ريشات
تناثر الماء على مرآة الصقيع
أبصرت نهر مالح ..
اغتصب الملامح ..
من وجه فجر كالح
فالحلم سابح
في بحيرات النجوم
هوى الأزرق وانتقع
في طين مستنقع
تبرقع
وتوارى خلف حجاب الظنون
تمرغ في أتون الأحتراق
خوابي الأنتظار فخار صلصال
والنهر مشاكس يكره الإنتظار
مال وزاغ عن الطريق
باغت الحلم وأجفل الرحيل
بقدم مكسورة على عكازه عرج
في تعاريج الطريق
نهر.ثرثار أحمق يكثر الطنين
من محاراته غادر صدف اللقاء
صياد حاذق من غير طرائد..
على ركبتيه جثا على حرشف اللحاء
طاف براري العشق وغابات النخيل
و طارد وعول الجبال.
رمى سهام الشوق في كبد الوعود
عاد ادراجه من غير غزال
وقبع يهذي..
بين حنايا الضلوع
الشاعر غسان أبو شقير
تعليقات
إرسال تعليق