لولاها ما أصبحت دكتورا .. قصيدة للشاعر السوري د زعل الغزالي
🌹لولاها لما أصبحتُ دكتوراً🌹
في ذمّةِ اللهِ منى إلياسِ
كانت عبيراً طيّبَ الأنفاسِ
في العلم والأخلاقِ كانَت مَعلماً
كانَت كما الأفلاكِ والنّبراسِ
نعيٌ أتاني من عيونٍ قد بكتْ
قد أوجعَ الرئتينِ بعدَ الرّاسِ
فبدأتُ أمسحُ دمعتي مستذكراً
فضلاً لها دوَّنتُهُ قرطاسي
ما كان هذا الدّمع يهطلُ وحدَهُ
بل نبعهُ من حبري والكرّاسِ
كانَت شبيهَ النّخلِ أسواراً لنا
للعلم كالأحلاسِ والحرّاسِ
لغويّةٌ والكلّ يعرف فضلها
في كلّ ما كانت على المقياسِ
يا فرقداً نشرَ الضياءَ بأرضنا
رمز الإباءِ رهيفة الإحساسِ
ترجو بذاك الخير ينثرُ نورهُ
ليعمَّ كلّ النّاس والجلّاسِ
ما كنتُ أحسبُ أنّني أرثي مُنى
من ذاكَ قلبي ما لهُ من باسِ
أرثيكِ يا أمَّ العطاءِ منارةً
متلعثماً بتقطّعِ الأنفاسِ
مهما مدحتكِ في رثائي ما وفى
فسبقتِنا بأوابدِ الإغراسِ
قلبي يدقُّ وجفنُ عيني قد همى
دمعا غزيراً مالئاً أكياسي
لولا يقينٌ في جَناني صادقٌ
أنّ الإلهَ رحيمُ بالأغراسِ
كانَت غراساً عمَّ نوراً ضوْءُها
باقاتها زهرٌ من الألماسِ
باركها يا ربّي بخير منازلٍ
ألبسها في الجنّاتِ خيرَ لباسِ
ياربِّ يا رحمنُ وارحم ضيفةً
أخرجها من ضيقٍ ومن أرماسِ
أدخلها جناتِ النّعيم ومدّها
بُعدَ الرُّؤى أنتَ الطّبيبُ الآسي
قد كنتُ أرمقُ والحياءُ يلفّني
يدعو لها شيخٌ معَ الشّمَّاسِ
قاماتها علمٌ عظيمٌ شأنهُ
وجذورهُ من طيِّبٍ وأساسي
لو كنتُ مَعْ تلكَ الوفودِ مشيِّعاً
لوضعتُ فوقَ القبرِ وردَ الآسِ
وبكيتُ كانَت دنيتي وضَّاءَةً
واليومَ روضي مقفرٌ بيباسِ
بقلمي د.زعل طلب الغزالي
تعليقات
إرسال تعليق