مسودّة جارور ..نص للشاعر عبد الرحيم زاين من المغرب
.مُسودّةُ جارور...
ما بالُ سَمائي تَغُضُّ الْبَصَرَ
عَنْ كُلِّ فُتور
وعلى شاطِئ الطّوفانِ رَسمَتْ
لِلْقُطعانِ التّائهةِ طَريقَ الضَّياعِ
أكاليلَ قُبور...
لا أُخْفيكِ سِرًّا بُنَيَّتي
أنَّ الْحَربَ قَدَرٌ مَحْتوم
وَقودُه الأبْرِياء والْفُقَراء
مُنْذُ غابِرِ الْعُصور...
خُديني إلى بَرِّ السَّلام
أشْكو هَديلي وَهَذَياني لِلْحَمام
حينَ يُراقِصُ غُصْنُ الزَّيتونِ
نيرانَ اليأسِ والْحالُ لَهيب
والحرُّ يَخور...
آهٍ بُنَيَّتي كمْ شَيَّدْنا بِالأحلام
مَلاحِمَ تَفوقُ الْخَيال
وَبِالأوْهامِ قِلاعًا مِنْ طينٍ
يَتَحَدّى الزَّمَنَ والأجْيال
وَبِالْوَرقِ جَنّاتٍ لا تَفْنى
وحَدائقَ لا تَبور...
نفَقَ الْحَمامُ على حين غرة
وذَبُلَتْ أغْصانُ الزًَيْتون
و تَعالتْ في الأفُقِ
خُيوطُ دُخًانٍ ونار
تُوثِّقُ بِالدَّمِ قُصاصات دَمارٍ
تَفْضَحُ الْمَسْتور...
متى نَهْتَمُّ لِحالِنا
متى نَثور؟..
عبدالرحيم زاين.
تعليقات
إرسال تعليق